كوامل جريمة كبري ترتكب في حقك يا مصر

بفضل الله في الساحل الشمالي، وأسعد حينما أكون في الساحل الشمالي، الساحل الشمالي لمصر وليس الساحل الشمالي للبحر الأبيض،فالساحل الشمالي لمصر هو الساحل الجنوبي للبحر الأبيض،وبفضل الله لي عائلة تعيش في الساحل الشمالي لفرنسا في كان،وأتكلم يوميا مع من في كان أو العكس.

وحين أعقد مقارنة بين الساحلين ما بين الهواء ولون البحر،أجد أن الساحل المصري يتفوق علي الساحل الفرنسي بنسبة 90 % فالهواء في الساحل الشمالي لمصر أفضل من الهواء في كان،وكذلك لون البحر في الساحل المصري أجمل من كان.

ولكني لا أجد ذبابا أو ناموسا في الساحل الفرنسي،أما الساحل المصري فذبابه أصبح أرزل من ذباب الرياض الذي يلتصق بالوجه ولا يغادره وكنا نضرب به المثل.

فما أعطاه الله لمصر يفوق ما أعطاه لفرنسا،ولكن ما أعطاه المصريون والمقيمون المحبون لمصر من أمثالي،أسوأ مما أعطاه الفرنسيون لبلدهم، لماذا يهتم الفرنسيون بالنظافة والنظافة لنا غير مهمة؟!!

لماذا هم يحترمون حرية الجار أما الجار فنزعجه ونترك الحرية للفأر؟!!

فالفأر يرعي في القمامة فنتركه ولانزعجه لكننا نتفنن في إزعاج جيراننا !

لماذا تكون بيوتنا نظيفة،وأمامها قذر؟!

لماذا لا نهتم بالجماليات في الأشياء التي تقع عليها العين،حتي في المصيف،كأن الشوارع لا تخصنا، لقد غاب عنا أبسط الجماليات وهي وضع الأزهار أو النباتات في شرفات منازلنا،أما في فرنسا وإيطاليا فالوضع عكس ذلك تماما.

ولكن كل هذه الأمور مقدور عليها بقليل من الاهتمام،ولا أقول من الحكومة ؛ فليس كل شيء مطلوبا من الحكومة،فكل هذه الأمور السابقة نتعاون علي حلها جميعا.

وأتحسر لأننا لم نحسن تخطيط الساحل كما أحسنت إسبانيا والبرتغال أو كما أحسن تخطيط الكوت دازور في فرنسا وإيطاليا.

لماذا أصبحت مدنهم الساحلية عامرة طوال العام وساحلنا الشمالي يضرب فيه الريح طوال العام؟!

ولقد طلبت من بناتي الساكنات بمصر واللاتي نصفهن مصري وبعضهن تزوجن من مصر وسيصبح أبناؤهن مصريين، ومن بعض زملائي في المجموعة أن يقدم كل منهم منفردا مقترحا لي كيف يمكن أن يكون الساحل الشمالي مستخدما طوال العام ؟

فإن أردت قارئي العزيز المشاركة ولديك أفكار فأرسل بها إلي علي الإيميل التالي ([email protected] ) ولنكن جميعا محبين لمصر.

أما الجريمة التي ارتكبت في حق مصر فقد بدأت بالزحف علي الساحل الشمالي من قبل الجمعيات التعاونية لمؤسسة كذا وكذا،وكانت تشبه المنح، ولم يهتم أحد بأن يكون التصميم متلائما مع الساحل لتشعر أنك في مصيف؛ وكنت أتحسر وأنا ذاهب من الإسكندرية إلي مرسي مطروح وعلي اليمين المباني ليست في خط مستقيم والذي جُعل مستقيما هو الطريق!

تجد هناك أراضي بين القري والطريق تختلف حسب جغرافية البحر وابتعاده، وستصبح هذه الأراضي مستنقعات ومزابل وقد بدأت،وجعلت المطاعم والأسواق داخل القري فأزعجت السكان وضيقت عليهم والمفروض أن تكون هذه خارج القري وفي أماكن بعيدة عن المساكن ؛ لتكون متنزهات، ولا أريد أن أضرب نماذج لأسماء قري لا أعلم كيف من اشتري فيها ؟ فعلب الكبريت أفسح منها،

ولكن الجريمة الكبري التي ارتكبت في حقك يا مصر هذه الغابات الأسمنتية التي صرف فيها المليارات سواء من مدخرات المصريين ومحبيهم، أو قروض من البنوك المصرية ( والله يستر ) وسأعود في مقال مستقل لغرام المصريين بالتملك العقاري واعتباره هو المخزن الآمن للقيمة.

هذه الغابات الأسمنتية والتي تمتد حوالي 300 كيلو من الإسكندرية إلي مرسي مطروح، كم تُستخدم في السنة؟ 3 أشهر أقصاها ؛ لأنه لا يوجد رجل أو امرأة عاملة عنده إجازة 3 أشهر، ربما البعض يترك عائلته تستمتع بإجازة 3 أشهر إن كان في يسر حال، وإن كان غير ذلك فأقصاها شهر.

أليس هذا من الإسراف والتبذير الذي نهي الله عنهما؟

فأنت تنتقل من غابة اسمنتية في بيتك في القاهرة وغيرها من المدن إلي غابة اسمنتية في الساحل، وفي هذا العام وأنا عائد من مرسي مطروح إلي اسكندرية وجدت الجريمة تتسع ووجدت غابات الأسمنت تنتشر علي يمين الشارع المتجه من مرسي مطروح إلي الإسكندرية، هل هي مدن دائمة ؟ قيل لا إنها مصايف.

كيف أذهب إلي البحر؟ إن خرجت إلي الطريق الدولي السريع تعرضت للخطر وأصبحنا في مشاكل مثل الطريق الزراعي للإسكندرية حينما كانت تحدث حوادث موت بأعداد كبيرة.

هل حسب أحد في مصر كم مليارا مجمدة في الساحل الشمالي ؟ هل حسب كم المكون الأجنبي من حديد وأسمنت وخلافه من مستلزمات البناء فيها؟ وكم الأثاث المستورد وكل ذلك بالدولار ( وسأتكلم عن موضوع الدولار في مقال قادم).

كنت ذاهبا أتنزه وأشم الهواء ولكني أصبت بألم شديد علي مصر، التي لا يراعيها أهلها ولا محبوها من المقيمين فيها؛ فلك الله يا مصر.