ورقة صنفرة

عن مصر وفلوس التشطيب

< أين الآن أوائل الثانوية العامة في مصر علي مدي الخمسة وعشرين عاما السابقين  <

ليست صدفة - في مصر- أن بعض المرضي بعد تسريحهم من مستشفي الأمراض العقلية يفضلون التواجد في شوارع مصر لتنظيم المرور، هو لا ينظم المرور هو يبحث عن عقله في المكان الذي فقده فيه.

ستعرف الكثير عن كل شيء إذا أجبت عن سؤال واحد، أين الآن أوائل الثانوية العامة في مصر علي مدي الخمسة وعشرين عاما السابقين، كم واحد منهم تضعه الدولة فوق رأسها، وكم واحد منهم (ماشيين جنب الحيطة).

قيمة الكاتب في مصر الفرعونية كانت كالتالي (الكاتب هو الذي يفرض الضرائب علي مصر العليا ومصر السفلي، وهو الذي يجمعها. هو الذي تعتمد عليه وعلي عقله جميع الجيوش .هو الذي يأتي بالحكام أمام الفرعون ويحدد خطوات كل رجل .هو الذي يأمر جميع المملكة؛ وكل شيء تحت إدارته .كن كاتباً كي تصير مشاعرك ناعمة، وتصير يداك نظيفة، وتسير في ثياب بيضاء فيعجب بك الناس، ويحييك كل رجال البلاط ).

اسم العملة الرسمية (الجنيه) هو تعبير مشتق من (الجن) لصعوبة الإمساك به، وأطلق عليه مؤخرًا لقب (جندي)، يقال مثلا: (علبة السجاير بعشرين جندي)، وذلك لأن الجميع يقفون أمامه (انتباه)!!

البلد تبلغ مساحته مليون كيلومتر مربع.. استطعنا بعد 7000 سنة أن نشطب 10% من هذه المساحة لنعيش عليها، لأنه في كل مرة كان العاملون في الشركة يسرقون ( فلوس التشطيب).

لا تنصت لفكرة مغرضة تقول: إن بلدنا يخلو من أي شكل جمالي، فبلدنا يفخر بوجود هيئة متخصصة في تشجير الشوارع بغض النظر عن أن عدد الموظفين في هيئة التشجير في عاصمتها أضعاف عدد الأشجار الموجود في العاصمة.

الكرة في مصر نسخة من مصر نفسها، النظرية الأمنية المطبقة في التعامل مع التجمعات السلمية في مصر هي نفسها المطبقة في الملاعب، فالأمن موجود في الاستاد لا ليحمي الجماهير ولكن ليحمي «الناس اللي بتلعب» من الجماهير!،اللعيبة طويلة اللسان في أرض الملعب لإرهاب الخصم أو الحكم هي ابنة مجتمع الكلمة العليا في شوارعه لسائقي الميكروباصات وأمناء الشرطة،هناك قاعدة شهيرة في الملاعب وهي «ما بنتحركش غير لما ييجي فينا جون»، كذلك الحكومة فهي لا تتحرك إلا بعد حدوث الكارثة مثلما تقوم بإنشاء كوبري مشاة فوق طريق سريع بعد وقوع مئات الضحايا من عابري هذا الطريق، حتي عندما يكون الجو جميلًا ومشرقًا في بلادنا فهو «جو كورة».

في مصر وتقريبا في كل المجالات.. لا أحد يقطع الطريق علي أهل السعي للنجاح سوي أهل السعي للشهرة.