د.علي السمان يكتب

«المرشد البديع» يلتمس عفواً مرفوضاً

حينما  ينظر الإنسان إلي المرشد الدكتور محمد بديع داخل القفص بابتسامته الزائفة يشعر علي وجهه أن لحظات الكبر والعناد وقت أن اعتلت الجماعه كرسي الحكم قد انتهت وأن ساعة الاعتذار لشعب أخطأت الجماعة في حقه قد حانت. ولكن مالا تعلمه الجماعة ولا مرشدها أن شعب مصر يرفض قبول عفو عن جماعة أساءت بغرورها واعتدت علي قوي الشرعية من الجيش والشرطة والقضاء الذي تصدي لحماية مواطنينا.

من منا ينسي مرحله تاريخيه وقت حكم الرئيس السابق المخلوع مرسي كانت مقاليد الحكم الحقيقية في يد الجماعة وما كان علي رئيس الجمهوريه إلا الانصياع لتوجيهاتها. وأيضا لن ينسي الشعب العربي كيف أن تركيا قد تخيلت أن تكون بديلا عن المملكة العربية السعودية وأن قطر قد تغني عن دوله الإمارات، وأن بريطانيا التي تنصلت عن الاتحاد الأوروبي لن تفتح أبوابها لاستضافة " إخوان الشتات". قد تفكر الجماعة ومرشدها أن آخر ما تمتلكه هو المصالحة مع النظام والاعتذار للشعب وأن يكون الثمن هو اعترافهم بثورة 30 يونيو وشرعية رئيسها المنتخب وسيحاول مرشدها داخل السجن أن يروج  لمراجعات فكريه وقد يجد بعض الأوروبيين يحاولون تسويق "بضاعته".. وأن يراهن علي أن شعب مصر سيقبل تراجعه واعتذاره وهو رهان أقرب إلي الحلم والخيال لشعب لن يقبل رهانا علي مستقبله وكرامته لاسيما وأن لديه رئيسا يعرف كيف يحمي شعب مصر.

إن تاريخ جماعه الإخوان المسلمين علي مر العصور هي قصة تراجعات في كل مرة شعرت الجماعة أن ضغط السلطة من أجل حماية الشرعية والنظام سيعرض أمنها واستقرارها للخطر، وكان أهم نموذج لهذه التجارب كانت في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وكثير من الناس لا يتذكرون أن علاقة الإخوان وجمال عبد الناصر في بدايه الثورة كانت علاقة تعاون ثم بدأ بعد ذلك الصراع بينهما وكعادة عبد الناصر ضرب بيد من حديد فتراجع الإخوان.

وفي عهد الرئيس السادات حاول بعض من رجاله مثل محافظ أسيوط السابق والدكتور محمود جامع إقناع الرئيس الراحل بالتعاون مع الإخوان لتحييد دور الناصريين والاشتراكيين ونجح الإخوان في أن يحتلوا مكانا هاما بجانب الرئيس السادات وفي رأيي لم يكسب السادات من التعاون معهم شيئا حتي جاء يوم لعب الغدر من جانب الإخوان والمتطرفين منهم دورا مأسويا فاغتالوا القائد والزعيم في يوم الاحتفال بنصر أكتوبر.

إذن نحن لا نظلم الإخوان وجماعتهم حينما نتهمهم بالغدر. ومن حقنا اليوم حينما نري ونسمع ما يقال عن محاولات المرشد بديع مع بعض المقربين منه أن يلتمس الحصول من جانب مؤسسات الحكم علي عفو عما اقترفوه من جرائم وعن جنون السيطرة والاعتداء علي الشرعية ورجال القضاء، فهل من حق أحد أن يصدقهم وان يضع بعدها أمن واستقرار الوطن في دائرة التهديد والخطر؟ إذن فليحلم المرشد بديع كما يشاء أنه سينعم يوما بعفو يهدد أبناء الوطن.

وأقول لكل الوطنيين الأحرار إن طلب ومناورات المرشد للحصول علي العفو هو مرفوض.. ومرفوض... ومرفوض من أجل مصر..

ولنذهب إلي بيت القصيد ونحن نسأل ماذا يريد المصريون وأين الديمقراطية بين حق المصريين في أن يعيشوا حياة هادئة مستقرة يحميها القانون وبين طموح الجماعات المتطرفة في أن يحققوا لأنفسهم جنون السيطرة والهدم.فعلا لا خلاف علي أن الديمقراطية هي النظام الذي يحمي المواطن من الغوغائية والغوغائيين.

ولنقل أيضا لمثقفي هذا البلد إننا نريد ممن يحكمون هذا الوطن أن ينشروا التعليم في كل مكان لأن التعليم هو الذي سيحمي في نهاية المطاف الأمن الوطني حينما سنتعلم جميعا الفرق بين الممكن والمستحيل وحدود حقوق المواطن.

إن المتعلم هو الذي سيقبل ويعلم غيره الفرق بين الحقوق والواجبات.

وعلي مستوي آخر نقول إن مجتمعا ينشر فيه ثقافة التحضر هو الذي سيقبل عن طيب خاطر سيادة القانون وسيطرة سياسة "الضبط والربط" فيشعر كل مواطن أن حماية أبناء الوطن جميعا هي في يد رجال الجيش والشرطة والقضاء.

ولنعلم أيضا أنه بجانب رجال الأمن فإن هناك دورا هاما للجماهير المطلوب منهم أن يتكاتفوا بجانب كل جندي وكل شرطي لنخلق من هذا التحالف المقدس قوي الخير لخدمة هذا الوطن.