كثير من المحطات تقوم بعمل شائن، وهو عرض الأعمال الدرامية بدون تترات، تحذف التتر من أجل دقائق يمكن بيعها للإعلانات
(1)
فكرة إطلاق محطة ماسبيرو زمان فكرة عظيمة، تراث التليفزيون كنز حقيقي، لكن للأسف تعامل معه التليفزيون بسذاجة، بداية من شعار ( من فات ماسبيرو تاه)، يمكن قراءة الكثير من التعامل مع هذا الكنز عظيم القيمة بشعار (قليل القيمة) يشبه إفيهات السوق والأفلام التجارية،هذه محطة خرجت بلا خطة أو هدف وليس لديها مشروع واضح، مجرد فاترينة تعرض بضاعة موجودة في المخزن مثل أي محل روبابيكيا، ليس هناك منطق في الاختيار ولا شخصية للمحطة، شخصية المحطة في إعلاناتها وفواصلها وخطة العرض والشعار وجودة المادة تقنيا والافكار اللامعة، ولا حاجة من هذه الأشياء في ماسبيرو زمان، أقترح أن يتم تجميد المشروع حتي يعرف أهل ماسبيرو «هم عايزين منه إيه بالضبط»، لانه من الواضح أن تراث ماسبيرو أكبر من قدرات القائمين علي المبني حاليا.
(2)
من المحير أن فيس بوك يستطيع أن يؤثر في القرار السياسي، وإذا راجعت الفكرة خلال العامين الماضين، ستجد لمواقع التواصل الاجتماعي دورا في إصدار أو إلغاء قرارات، للفيس بوك تأثير علي القرار السياسي، لكن المحير أنه لا تأثير له علي القرار الإعلامي، أصحاب رؤوس الأموال يعتبرون رفض فيس بوك لمادة إعلامية هو نجاح لها، هجوم فيس بوك يشجعهم علي استثمار المزيد من الأموال في تلك المادة المرفوضة، استطاع فيس بوك خلال عام واحد أن يغير وزير العدل مرتين مثلا، لكنه منذ سنوات طويلة يكافح للتخلص من مقالب رامز جلال دون فائدة، وهذا مقلب في حد ذاته.
(3)
كثير من المحطات في مقدمتها إم بي سي مصر تقوم بعمل شائن، وهو عرض الأعمال الدرامية بدون تترات، تحذف التتر من أجل دقائق يمكن بيعها للإعلانات، وهو بلا شك تصرف ينم عن جهل فني، يحتاج القائمون علي المحطات إلي درس في أهمية التتر، بخلاف القيمة الفنية للتتر علي مستوي الموسيقي والأشعار وكونه بوابة العمل الذي تخصص فيه الكبار أمثال سيد حجاب والأبنودي والشريعي وغيرهم، فهو أيضا فرحة العاملين في المسلسل من الوجوه الجديدة إلي مديري التصوير والإضاءة والصوت والملابس والديكور والمؤلف وغيرهم، فرحة يشقون طوال العام في انتظار حصادها أمام التليفزيون مع الأهل والمعارف، مسئول التليفزيون يقوم ببتر التتر بجهل شديد معتبرا إنه فن من الدرجة الثالثة يمكن الاستغناء عنه، ما لا يعرفه سيادة المدير أن الذاكرة الجماعية علي مدي سنوات طويلة استغنت عن الكثير من أحداث المسلسلات ولكنها تحتفظ بأغاني التتر كاملة.