القدس الفلسطينية: الخروق الأمنية بسيناء لها العديد من الدلالات 2012- ص 04:21:01 الجمعة 17 - اغسطس صورة تعبيرية صحيفة القدس ذكرت صحيفة القدس الفلسطينية الصادرة الخميس 16 أغسطس في مقال نشرته بعنوان "إسرائيل وشق الصف العربي" أنه لا تعد هذه العملية سابقة في سياق الخروق الأمنية والعسكرية التي تمت بسيناء، وبالأخص في مواقع حساسة لها دلالاتها ورمزيتها الأمنية وأبعادها السياسية. وقال كاتب المقال إنها شهدت في الفترة السابقة العديد من العمليات المتفرقة، لكن ثمة ثلاث عمليات كانت لها دلالاتها وتداعياتها: الأولى في طابا في 2004 ، والثانية في شرم الشيخ في يوليو 2005 والثالثة في منطقة ذهب في خليج العقبة في 2006 ليبلغ عدد ضحاياها أكثر من 130 قتيلاً ومئات الجرحى من مختلف الجنسيات. وأشار أنه في مقاربة بسيطة بين تلك العمليات، تظهر العديد من الدلالات في العملية الأخيرة، وبالتالي الأبعاد والأهداف المبتغاة منها فقد وقعت الهجمات السابقة ضد أهداف مدنية سياحية وكان الضحايا جميعهم تقريباً من المدنيين وأغلبيتهم من الأجانب، بينما وقع الهجوم الأخير ضد موقع عسكري مصري على الحدود مع إسرائيل. وأوضح أنه بخلاف بعض العمليات الصغيرة المتفرقة التي نفذت في داخل سيناء خلال الأشهر الأخيرة ضد الجيش المصري، تعدّ العملية الأخيرة أول وأضخم عملية تعرض لها الجيش منذ اندلاع موجات العنف في تسعينات القرن الماضي سواء من حيث الأسلوب أو عدد الضحايا . وفي مزيد من التدقيق يتضح بعض أوجه التشابه في تلك العمليات التي توضح أيضاً طبيعة الأطراف القائمين فيها، ومن بين أوجه التشابه، مكانها الجغرافي حيث تمت جميعها في أقصى الشمال الشرقي للحدود المصرية وليس في قلب سيناء أو جنوبها أو الساحل الشمالي لها . والأمر الثاني وقوعها في منطقة صعبة وحساسة بالتوصيف الأمني، وهي تبعد قليلاً عن الحدود المصرية الإسرائيلية. وقال إن توقيت العملية والمستهدفين منها يثيران أسئلة لافتة عن طبيعة منفذيها، فقد نفذت لحظة إفطار رمضان، وفي ذكرى غزوة بدر وضد موقع عسكري حدودي يواجه قوات دولة محتلة من هنا فإذا كانت الجماعة التي نفذت العملية ذات توجه إسلامي جهادي، فالأرجح أن الإشارات السابقة للتوقيت ولهدف العملية تشير إلى أنها أيضاً ذات طابع تكفيري. وأضاف أنه من الطبيعي أن يُثار التساؤل عن مصلحة إسرائيل في دعم مثل تلك الجماعات في منطقة حساسة بالنسبة إليها، الإجابة تكمن في عدة اتجاهات من بينها، ثمة مصلحة إسرائيلية واضحة من خلال تصريحات مسؤوليها منذ العام 2003 ومفادها أن سيناء باتت مرتعاً لتنظيمات إرهابية ومصر غير قادرة على ضبط الأمن في سيناء، ما يبرر المطالبة بقوات دولية تنشر في سيناء بكاملها، أي بمعنى آخر محاولة تعديل اتفاقية كامب ديفيد وبخاصة الشق الأمني، لاسيما بعد المتغيرات الحاصلة نتيجة إزالة حكم مبارك والتوجس والخوف الذي تعيشه إسرائيل من جراء ذلك . وأشار أنه كما أن من مصلحة إسرائيل دق إسفين بين حركة حماس ومصر بعد وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، لاسيما أن ثمة اتهامات إسرائيلية واضحة ، عن تعاون بين حماس وهذه الحركات المتطرفة التي تنطلق إلى سيناء عبر الأنفاق من غزة أما الهدف الآخر الذي تبتغيه إسرائيل فهو إعادة زج مصر في حصار غزة كما كان سائداً إبان حكم الرئيس حسني مبارك.