العلاقة الخفية..! 04/12/2011 11:46:08 ص نوال مصطفي لحظة تفصل بين الحياة والموت.. فلنعشها بشجاعة!! قلوب تحت العشرين العلاقة الخفية..! أعتقد أن مشكلتي ليست فريدة من نوعها, بل يعاني منها الكثيرين لكن قليلين هم من يستطيعون البوح بها، فالحزن الصامت يهمس في القلب حتي يحطمه، وأنا لا أطيق التحمل أكثر من ذلك، وأتوق إلي سماع رأي صائب.. وهذه هي قصتي أنا فتاة في التاسعة عشر من عمري.. علي قدر كبير من الجمال والخلق الكريمة ومن عائلة محافظة جدا، وهذا بشهادة الجميع، غير مسموح لي بالتحدث إلي شاب أيا كان نوع هذا الحديث رغم أنني الآن في الجامعة، لكن لأنني تربيت علي ذلك منذ صغري فلا مشكلة لدي، إلا أنني لجأت إلي طريقة أخري أختلط من خلالها بالشباب وهي المحادثات عن طريق مشكلة حقيقية، هي أنني أتحدث بطلاقة علي الإنترنت، واستمتع بتلك العلاقة الخفية التي تخرج ما بداخلي من كلمات منعتني تربيتي أن أبوح بها في الواقع مع أي شاب، وما أن أخطو داخل هذا العالم الواسع.. الإنترنت.. حتي أخلع ثوب الصمت والخجل الذي أرتديه منذ الصغر وأتحول إلي إنسانة أخري.. أتحدث بلباقة مرحة.. أكاد أطير من الفرحة، رغم أنني في الحقيقة ـ سيدتي ـ قليلة الكلام صامتة طول الوقت. أكاد لا أصدق نفسي عندما أظل لفترات طويلة وأنا أتحدث مع الشباب أوقات طويلة تصل إلي بضعة ساعات، بالرغم أنني لو جلست أمامه وجها لوجه لن أستطيع أن أتفوه ولو بكلمة واحدة... وأنا متأكدة من ذلك تماما. مشكلتي سيدتي.. التي تؤرقني حاليا، تكمن في شعوري بأنني الآن وأنا أتحدث عن طريق الإنترنت إلي شباب لا أعرفهم، أنني أخون من سيكون شريك حياتي.. بالتأكيد لن أستطيع أن أواجهه بالحقيقة.. لن أستطيع أن أقول له إنني كنت "مدمنة فيس بوك" ولا أعرف كيف ولا متي سأقلع عن هذه العادة التي أصبحت تسير في دمي، وهل يكون الحل في الإرتباط؟ ربما، لكن كيف يجيء الإرتباط وأنا لا أعرف أحدا ولا أتحدث إلي أحد في الحقيقة دائما خجولة صامتة؟ كيف لي أن أغير حياتي.. التي اعتدت عليها منذ نعومة أظفاري وأغضب بذلك أهلي؟ فكرت كثيرا.. حتي وصلت إلي حل مبدئي هو أن أقاطع "الفيس بوك" تماما، وأفعل ذلك بالفعل لفترة، ثم أجد نفسي أشعر بالشوق تجاه صداقاتي الإلكترونية، وسرعان ما أجلس أمام الكمبيوتر، ثم ادخل عالم الشباب من بابه الخلفي، وتبدأ يداي في كتابة الحروف والكلمات التي لا يستطيع فمي اخراجها والبوح بها. سيدتي.. هل أنا أعاني من ازدواج في الشخصية؟ وإذا كانت الإجابة: لا، فلماذا هذه الفروق الرهيبة بين شخصيتي الحقيقية وشخصيتي علي الإنترنت؟ هل أنا فعلا أخون من سيكون زوجي؟ أم أن هذا أصبح واقعا معترف به ويمكن للفتاة أن تلتقي بفارس الأحلام من خلاله؟ أرجوكي ألا تهملي رسالتي وأخبريني ماذا أفعل. المعذبة "هـ.س" ** الكاتبة: كيف لي أن أهمل رسالتك صديقتي "هـ" وهي تحمل مشكلة جيل كامل! كيف لي أن أتجاهل قضية أعتبرها من أهم القضايا التي تستحق المناقشة والتحليل.. بل والتأمل من أجل الوصول إلي حلول أو وسائل للخروج من تلك الدائرة الرهيبة! إنها الدائرة العجيبة التي تجمع بين الحقيقة والخيال.. بين الواقع والوهم.. بين الملموس والسرمري الضبابي.. الشبكات الاجتماعية والعلاقات عبر الإنترنت وموقعه الشهير "فيس بوك". علي هذا الموقع تجري كل يوم ملايين المحادثات بين البشر، بعضهم يعرف من يحادثه، والبعض الآخر لا يعرف إلي من يتكلم، ومن يحاور! لا شك.. عزيزتي.. أن التكنولوجيا مبهرة، وأن الانجذاب لها أصبح ظاهرة منتشرة بين الشباب ليس فقط مصر، بل في كل بلاد العالم. لكن.. علينا ـ صديقتي ـ أن نفكر بعقولنا قليلا.. علينا ألا نترك أنفسنا لأهوائنا بلا فرامل.. هذا ينطبق علي كل شيء في حياتنا، وليس فقط في علاقاتنا الإلكترونية عبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك" و"تويتر". عليك أن تبحث عن هواية تحبينها، وتعطي لها وقتا يشغل فكرك، ويشد انتباهك، وتأخذك إلي عالم آخر ولكنه مفيد لتعقلك وجسدك، ولياقتك وصحتك النفسية. علينا أن نراعي التوازن بين أشياء كثيرة: الاستذكار والمدرسة. الهوايات من قراءة وموسيقي ورياضة. ثم التواصل الاجتماعي عن طريق "الفيس بوك" وغيره. التوازن هو المطلوب حتي نرضي أنفسنا، ونطور ذاتنا، ونكون علي نفس الخط علي أصدقائنا الذين يهتمون بالإنترنت والفيس بوك. القراءة.. الموسيقي. الرياضة.. كلها أشياء تنمي عقلك، وتشحن وجدانك، وتجعلك تمارسين العلاقات الاجتماعية بعقل ومنطق.