إمرأة وألف رجل 23/12/2011 11:18:37 ص فريدة عبدالستار للوهلة الأولي تظنني فتاة رومانسية حالمة..الشعر الأسود اللامع،العيون الكحيلة غامقة السواد ،الجسد المغري،الصوت الأنثوي المثير،الطالبة الجامعية المتفوقة، الأسرة المتوسطة الحال والأهل الطيبين،إنها الصفات الكاملة للأنثي التي يحلم بها كل رجل ،ولكن للأسف كل هذا ظاهريا لأن هناك سر كبير في حياتي جعلني أقرب ما أكون إلي شيطانة تحركها طوال الوقت الرغبة في الإنتقام. لي في كل يوم ضحية ، ومع كل ضحية يزداد شعوري الداخلي بالمتعة. لايمكنك أن تتخيل كم الرجال الذين تذللوا تحت أقدامي،رجال علي درجة عالية من العلم والسلطة،كلهم كانوا يتذللون لي بنفس الطريقة. مروا جميعا بحياتي وإنتهي أمرهم بأن  بكوا وحكوا عن عذابهم،وأنا لم أصدق في يوم من الأيام  أي واحد منهم ..وهل يتعذب الرجال؟ لم أعتقد ذات يوم أن الرجال يمكن أن تكون لديهم مشاعر أصلا..إنهم كائنات أقل من درجة إنسان؟ هل تعلمي ياسيدتي .. إنه علي الرغم من كثرة العلاقات التي مررت بها في حياتي لم أقع في الحب يوما!.لأنه كما قلت لك في حياتي سر كبير،حولني إلي شيطانة،هذا السر ولد مع رحيل أمي وأنا إبنة ثلاثة أعوام. كانت أمي سيدة ساذجة مخلصة مثل كل النساء المخلصات،كانت تحب والدي بقوة،وحينما علمت أنه تزوج إمرأة أخري عليها ماتت حزنا،كانت أختي التي تصغرني عمرها أربعين يوما. بعد رحيل أمي عشنا وحدنا أنا وإخوتي الذين يكبرونني في السن بينما عاش والدي وحده،حيث يعيش بحريته يتزوج كل يوم واحدة ويطلق أخري،وطوال عمرنا الطويل كنا جميعا أنا وإخوتي خدم لكل زوجة صغيرة يتزوجها أبي. في إحدي المرات عرفت كيف سيكون الإنتقام،لقد رأيت صورة والدي وزوجته الشابة وهما في الفراش  كان باب الحجرة مواربا وكانت المرآة تعكس كل شيء ،ظللت أشاهد من الركن المظلم  وعرفت وقتها  سر السطوة التي تمارسها تلك المرأة علي والدي. عرفت وقتها مالذي يجعل الرجال يتركون زوجاتهم المخلصات وعرفت أي النساء يجب أن أكون؟ سأكون المرأة التي يركع الرجال تحت أقدامها،لن أكون أبدا المرأة التي تموت قهرا !. بدأت بأحد المعيدين في الجامعة،كنت سعيدة بأن أسيطر علي هذا الشاب،وأن أحركه كما أشاء،مللت منه بعد فترة،ودخلت في علاقة مع رئيس القسم،كنت أحرك القسم كله كما أشاء،كان الجميع بما فيهم الأساتذة يتوددون لي ،بعد أن أصبح الرجل خاتما في إصبعي مللته أيضا،ومن رجل لآخر أكثر سلطة وقوة ،كانوا يتذوقون جميعا نفس العذاب. إلي أن قابلته شاب مكافح علي درجة عالية جدا من التسامح والطموح،أحبني ولأول مرة رجل يقترب من روحي،ولاينظر إلي جمالي وأنوثتي،بدأت أحس بمشاعر مختلفة تجاهه،إرتبطنا وتوثقت علاقتنا سويا،لاأنكر أنني مع ذلك كنت أستمتع بتعذيبه من خلال إثارة غيرته،لكنه لم يرضخ لي كما تعودت من كل رجل. بمرور الوقت لم أعد قادرة علي الإبتعاد عنه ولم يعد هو قادرا علي الإستمرار في تحملي.. قرر الإبتعاد..وكان ذلك صادما لي..لست أنا الأنثي التي تسمح بأن يتركها رجل..أنا التي ترمي الرجال في سلة مهملات حياتها وليس العكس،أثار ذلك جنوني..قررت الإنتقام بكل الطرق،كان يتلقي الصدمة تلو الأخري صامتا،والآن أنا متألمة أشد الألم ...إنني أحبه ولكن للأسف هو إرتبط بأخري..ماذا أفعل؟ ياسيدتي .. أنت لاتعرفين الحب،كل ماهنالك أن هذا الشاب هز عرشك الدامي وأنت تريدين الإنتقام. أنا لاأعرف هل خطر ببالك يوما أنك كنت سببا في عذاب ألف إمرأة مثلما كنت سببا في عذاب ألف رجل؟. أسوأ شيء ياسيدتي أن الإنسان الذي ذاق الظلم يتحول إلي ظالم بدلا من أن يشعر بالتعاطف تجاه من ظلموا مثله.إتركي هذا الشاب وشأنه،يكفيه مالاقاه علي يديك من عذاب جراء حبك،وتذكري فقط ياعزيزتي أن الله سيحاسبكي علي كل قلب كسرتيه وعلي كل إنسان ظلمتيه والله يمهل ولايهمل،وبكل ثقة أقول لك هذا الطريق الإنتقامي الشرير  الذي تمشين فيه نهايته سوداء في الدنيا وفي الآخرة.