الهروب من الحب 30/12/2011 06:23:14 م فريدة عبدالستار أنا ياسيدتي الفتاة الوحيدة في هذا العالم التي تهرب من الحب ولا تريده!. الحب الذي يلهث وراؤه كل الناس حتي الطغاة منهم ، الكل يريد أن يكون حبيبا ومحبوبا ولكنني ياسيدتي لاأريد أن أحب أحدا ولا أريد أن يحبني أحد!.  قصتي  طويلة ياسيدتي عمرها من عمري سبعة وعشرون عام، عشتها متقوقعة علي ذاتي علي الرغم من أن أحدا لايمكنه أن يتصور ذلك ، فالكل يراني الفتاة المرحة خفيفة الظل الطيبة التي يحبها الناس بسرعة وتدخل قلوبهم من المرة الأولي التي يرونها فيها، الفتاة التي تبادل الجميع حبا بحب. ولكن حينما يتعلق الأمر برجل فأنا لا أقابل الحب سوي بالعصيان والتمرد ، هكذا كانت الأمور في المرات التي قابلني فيها  الحب كنت أعتذر وأختفي؟  إستغربت كثيرا من نفسي كيف أرحل عن شخص أحبه وكيف أقبل بإرادتي إحتمال الألم والخسارة؟ أمر مثير للدهشة ولكنه الواقع؟ أحيانا أفتش في أعماقي علي أجد سببا مقنعا لما أقوم به؟ غالبا كنت أجد الآف الأسباب ولكنها بمقاييس المنطق لم تكن كافية أبدا للرحيل!. الغريب أنني لم أندم يوما علي رجل تركته ولا علي قرار إتخذته!. دائما كانت أحلامي وطموحاتي تدفئني..إخلاصي الأول في الحياة لطموحاتي العالية التي ليس لها سقف! عملي وقراءاتي ودراستي وأحلامي بتغيير العالم تطاردني فلا أهنأ بحب ولا بهدوء. والآن أنا في مفترق طرق لقد سقطت في الحب مؤخرا..لم أقع ..لأن الوقوع أمره هين ..لكنني سقطت .. وأنا أقصد  الكلمة بكل ماتعنيه..لأنني فجأة وعلي عكس إرادتي أحببت رجلا ..ثم بعدها بدأت أكتشف تفاصيله..بدأت أتعرف عليه..إنه أمر مثير للقلق أن تحب أولا ثم تتعرف علي ذلك  الذي يعيش في قلبك وأنت لاتعرف تفاصيله،أليس الصواب هو العكس؟ هو كذلك ..ولكن ماذا أفعل وقد خلقت في هذا العالم لأجدني الحالة الشاذة بين الناس ،تجبرني إرادتي الخاصة علي السير عكس الإتجاه؟ الآن تراودني رغبة عقلية في الرحيل عن هذا الرجل الذي عشقه عقلي لايريدني  أن أبقي معه،وفي الوقت ذاته يلزمني قلبي بالبقاء.. أعيش في حالة من التشتت النفسي وعدم التوازن،بقائي معه ضد طموحاتي العالية..أشعر أن أحلامي مهددة في وجوده،حبه يضعفني. إنني أحبه وأريد الرحيل عنه ماذا أفعل؟ هل لديكي حل؟ عزيزتي نحن لانهرب من الحب بدون سبب..لابد أن هناك أسبابا ما تدفعك لتحمل الألم والمعاناة، أحيانا نأخذ قرارات يكون وراؤها أسباب كامنة في اللاوعي ،أشياء صغيرة ، أحداث عارضة قد لاتلتفت ذاكرتنا الواعية لها ،ولكن اللاوعي ينتبه لها ويترجم دلالاتها للعقل ومن ثم نتخذ قرارات قد نراها غريبة لأن أسبابها كامنة في الذاكرة المخفية. ربما كان منها أن  لديكي طموحات عاطفية لها سقف عالي لايقل   عن سقف  طموحاتك المهنية وبالتالي ربما وجدتي أن الآخر الذي معك لايمكنكي وأنت معه  أن تصلي إلي الأفق الذي تهفو إليه روحك. أنت مخطئة في قولك أنكي لاتقدرين قيمة الحب بدليل قولك في بداية رسالتك  "الحب الذي يلهث وراؤه كل الناس"،وبالتالي أنا واثقة من قدرتك علي تقييم الرجل الذي معك إن كان هو الحب الحقيقي الذي تنتظرينه أم لا!.