يمر اليوم 205 عاماً على واقعة شهيرة في تاريخ مصر دبرها محمد علي باشا في 1 مارس 1811 ، ألا وهي مذبحة القلعة ، أو مذبحة المماليك ، التي دبرها للتخلص من المماليك، فعندما جاء الدعوة لـ "2500 "مملوك من المماليك من الباب العالي لإرسال حملة للقضاء على حركة الوهابيين فى شبه الجزيرة العربية .

كان محمد علي يريد الانفراد بحكم مصر فكان عليه التخلص من الزعامة الشعبية والجند الألبانيين الذين حاولوا التخلص منه عام 1815 ، وكان من أكثر المشاكل التي واجهت "محمد علي" هم المماليك الذين كانوا يرون أنهم الحكام الأصلين للبلاد وكانوا دائمين التمرد والازعاج لمحمد علي .

أرسل السلطان العثماني لـ "محمد علي" يطلب منه تجهيز الجيوش لمحاربة الحركة الوهابية في شبة الجزيرة العربية ، فرأى "محمد علي " أنه إذا خرج الجيش في هذا الوقت وترك محمد علي وحيدآ دون حماية فسوف ينتهز المماليك هذه الفرصة والقضاء عليه .

لذلك فكر محمد علي في إنتهاز هذه الفرصة للقضاء عليهم ، حيث دعا زعماء المماليك لحفل توديع الجيش الخارج لمحاربة الوهابيين ، وذهبت الدعوة إلى المماليك ، ولم يشك زعماء المماليك في نية "محمد علي" بل استعدوا وارتدوا الملابس الرسمية استعدادآ للحفل وهم لا يعلمون أنه سوف يكون آخر يوم لهم .

وفي يوم الحفل "المذبحة" إستعد محمد علي للحفل وجاء زعماء المماليك وكان عددهم وقتها أربعمائة وسبعون مملوكاً بكامل زينتهم يركبون على أحصنتهم وبعد أن انتهى الحفل الفاخر دعاهم محمد علي لكى يمشون في موكب الجيش الخارج للحرب .

يتقدم الموكب جيش كبير من الأحصنة التي يركبها جيش محمد علي بقيادة إبنه " إبراهيم بك " ، ثم طلب من المماليك أن يسيروا في صفوف الجيش لكي يكونوا في مقدمة مودعيه ، وفي هذه اللحظة خرج الجيش من باب القلعة و أغلقت الأبواب والحراس الذين كانوا يديرون رئوسهم للمماليك ، ثم استداروا لهم واطلقون الرصاص في السماء ، وهى الأشارة المتفق عليها لتنفيذ المذبحة انهال الرصاص من كل مكان علي المماليك ، لقد دخل عليه المسيو ماندريشي طبيبه الإيطالي قائلا : " لقد قضى الأمر واليوم يوم سعيد لسموكم".

الوحيد الذي نجا من مذبحة القلعة هو " أمين بك " كان في مؤخرة الصفوف فلما شعر ببداية إطلاق النار قرر الفرار، ولم يكن أمامه سوى سور القلعة ، الذي قفز بحصانه من فوق سور القلعة ، وسقط مغشياً عليه ومات الجواد من شدة السقوط ،وعثرأعراب فقاموا بإخفائه و معالجته حتي شفي و استطاع اللجوء إلي الشام.

لقد أحكم محمد علي باشا تدبير المذبحة ، فلم يعلم بسرها سوا أربعة من رجاله، وهم قائد الجنود حسن باشا ، ومحمد لاظوغلي ، وصالح قوش أحد ضباط الجند، وإبراهيم أغا حارس الباب، وصالح قوش الذي يقود موكب الجنود ، وهو الذي أمر بغلق الأبواب ، وأعطى إشارة القتل إلى رجاله.