"أنا لم أعرف عملا لي غير الشعر ، لم أصلح في وظيفة ، لم أنفع في عمل آخر…" كلمات للشاعر المصري " أمل دنقل " الذي ولد عام 1940 محافظة قنا في صعيد مصر ، أطلق عليه والده اسم أمل تيمنا بما حققه من نجاح في هذا العام بحصوله على الإجازة العالمية من الأزهر .

تحمل مسئولية أمه وشقيقيه وهو في العاشرة من عمره بعد وفاة والده ، وكان والده أديبا شاعرا فقيها ومثقفا ، فورث الشعر عنه ولم يكد ينهي دراسته بالسنة الأولى الثانوية إلا وكان ينظم القصائد الطوال يلقيها في احتفالات المدرسة بالأعياد الوطنية والاجتماعية والدينية.

بعد أن أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا ، التحق بكلية الآداب في القاهرة ، لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي .

صدر الديوان الأول لأمل دنقل عام 1969 بعنوان "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" تأثرا بالنكسة ، وكان اللقاء الأول بالقارئ العربي ، وبعده بعامين ينشر ديوانه الثاني "تعليق على ما حدث"، ثم يأتي نصر 1973 فلم يمجد هذا النصر حيث صدر ديوانه الثالث "مقتل القمر" وفي 1975 يصدر ديوانه "العهد الآتي" ، كما صدرت له مجموعات شعرية منها " أقوال جديدة عن حرب البسوس ، كلمات سبارتكوس الأخيرة ، من أوراق أبو نواس .

لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات وظل أمل دنقل يكتب الشعر في مرقده بالمستشفى ولم يهمل الشعر لحظة حتى آخر أيامه، حتى إنه أتم ديوانا كاملا باسم "أوراق الغرفة 8" ، ليرحل في 21 مايو عام 1983 .