قال مسئول حكومي إن مئات المحتجين الذين يسعون للإطاحة بحكومة تايلاند اقتحموا مجمعا للشرطة الأحد 1 ديسمبر كانت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا متواجدة فيه مما دفعها لمغادرة المكان بسرعة إلي جهة غير معلومة. وأطلقت الشرطة غازات مسيلة للدموع في منطقة في بانكوك قرب مقر الحكومة بعد ليلة مضطربة شهدت اشتباكات في أماكن أخري بالعاصمة قتل خلالها شخصان وأصيب 45 علي الأقل. وفي الوقت الذي تستعد فيه العاصمة التايلاندية لما وصفه قادة الاحتجاجات "بيوم النصر" للإطاحة بالحكومة تجمع الآلاف في عدة نقاط في شتي أنحاء المدينة وهم يرتدون ملابس سوداء ويلوحون بأعلام ويطلقون صفارات. وقتل أحد مؤيدي الحكومة "من أصحاب القمصان الحمراء" بالرصاص في وقت مبكر صباح اليوم الأحد بعد يوم من مقتل طالب يبلغ من العمر 21 عاما بالرصاص مع تصاعد الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع للإطاحة بينجلوك وإنهاء نفوذ أسرتها المستمر منذ أكثر من عقد على السياسة التايلاندية. وطلبت الحكومة دعما من الجيش لحماية المباني الحكومية بعد اندلاع اشتباكات بين أنصار ومعارضي ينجلوك وشقيقها المليارير ورئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا قرب إستاد تجمع به نحو 70 ألفا من مؤيدي الحكومة. وهذه الاشتباكات هي الأحدث في صراع مطول بين المؤسسة التايلاندية التي تضم الملكيين والنخبة الثرية والطبقة المتوسطة التي تعيش في المدن وبين أنصار تاكسين الفقراء الذين ينحدرون من الأقاليم الواقعة شمالي بانكوك وهي أقل المناطق دخلا في تايلاند. وطلب قادة الاحتجاجات من أنصارهم السيطرة على عشرة مكاتب حكومية وست محطات تلفزيونية ومقر الشرطة وقصر الحكومة حيث مكتب ينجلوك. وذكرت الشرطة وبيان لهيئة الإذاعة والتلفزيون التايلاندية (بي.بي.إس) أن المحتجين يسيطرون على الهيئة وقال مراسل لرويترز إن ثلاثة آلاف محتج على الأقل تجمعوا أمام مقر الشرطة. وأغلقت خمسة مراكز تجارية رئيسية كاجراء احتياطي. وقال شاهد من رويترز إن الشوارع المحيطة بالإستاد الذي شهد اشتباكات شوارع الليلة الماضية مليئة بالزجاج المهشم والحجارة. وقال جاتوبورن برومفان زعيم أصحاب القمصان الحمراء إن أربعة منهم قتلوا إلا أن رويترز أكدت مقتل واحد فقط وهو فيروج كيمناك (43 عاما). وقال مركز إيراوان الحكومي للطوارئ إن 45 شخصا أصيبوا في الاشتباكات. وبدأ آلاف من أصحاب القمصان الحمراء العودة بحافلات إلى منازلهم في شمال تايلاند بعد إلغاء تجمعهم الحاشد في محاولة لتهدئة التوترات إلا أنه من غير المرجح أن ينهي ذلك أسوأ أزمة سياسية في تايلاند منذ إبريل نيسان ومايو آيار عام 2010 التي كانت فترة اضطرابات انتهت بقمع عسكري. وفي الإجمالي قتل 91 شخصا معظمهم من أنصار تاكسين. وكانت ينجلوك التي فازت بانتخابات عام 2011 لتصبح أول رئيسة للوزراء في تايلاند دعت المحتجين إلى إخلاء الشوارع والدخول في محادثات قائلة إن اقتصاد تايلاند معرض للخطر بعد أن سيطر المحتجون على وزارة المالية يوم الاثنين الماضي. وتجاهل سوتيب تاوجسوبان قائد المحتجين دعوتها وقال للمحتجين إنه يجب خرق القوانين لتحقيق أهدافهم. ونشرت 17 كتيبة كل منها يضم 150 جنديا إضافة إلى 180 من الشرطة العسكرية كلهم غير مسلحين لتعزيز الأمن اليوم الأحد قبل مهلة تنتهي اليوم حددها المتظاهرون للاطاحة بالحكومة.