قال الروائي العراقي أحمد سعداوي صاحب رواية "فرانكشتين فى بغداد"، الحاصلة على جائزة البوكر للعام الماضي، إن كتابة الرواية أخذ وقت كبير بالتحديد من عام 2008 حتى 2013 . وأضاف خلال كلمته بندوة مناقشة "التجديد في الرواية العربية"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وأدارها الكاتب الصحفي إيهاب الملاح، أن الرواية تبدأ أحداثها في ربيع 2005 وتنتهي في شتاء 2006، وبالذات قبل أحداث تفجيرات مدينة سامراء حيث تشكلت ظروف بدء الحرب الأهلية العراقية. وأوضح أن الرواية استغرقت بحث وإجراء مقابلات وتصوير أماكن وجولات داخل البيوت القديمة في حي البتاويين وزيارة كنائس وما إلى ذلك. وأضاف سعداوي أن الرواية تستفيد من قصص الرعب كأدب شعبي معروف, بالإضافة إلى استفادتها من آليات الرواية البوليسية في المطاردة والكشف عن الجرائم والكوميديا السوداء وتوظف كل ذلك ضمن إطار مجازى مترابط يحيل إلى قضايا متعددة في الواقع العراقي, ومن الوضع السياسي وآثار الاحتلال ومسؤولية النخب والدور الانتهازي الذي لعبه البعض والذي ساهم في تكريس الخراب ما بعد 2003 وأيضاً التأمل الأخلاقي لمعنى الجريمة ومسؤولية الفرد عن الجريمة التي تحصل وكيف تبدأ وكيف يمكن ان تتوقف. وحول سؤال الكاتب عن أهمية الرواية في مشروعه الأدبي, أجاب سعداوي أن الرواية استمرار لمشروعه الروائي، قائلا: "من قرأ روايتيّ السابقتين سيرى عناصر أساسية تمثل هذا المشروع، ولكني أرى بأن رواية "فرانكشتاين في بغداد" هي مغامرة أكبر، ونقلة هامة في تجربتي أنا سعيد بما أنجزت، وأتمنى أن يجد القارئ الإثارة والمتعة التي تحصلت عليها طوال فترة الكتابة". وتابع: "الرواية تتطرق لرعب الحروب وما ولدته من إفرازات وما تضعه من سموم، بحيث يكاد يتفتت المجتمع العراقي. وكيف يتخلق الشر بالنفوس". يذكر أن رواية فرانكشتاين في بغداد، صدرت في مارس 2013 عن دار الجمل في بيروت يقوم بطل الرواية هادي العتاك "بائع عاديات من سكان حي البتاويين وسط بغداد"، بجمع بقايا جثث ضحايا التفجيرات الإرهابية خلال شتاء 2005، ليقوم بلصق هذه الأجزاء فينتج كائناً بشرياً غريباً، سرعان ما ينهض ليقوم بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذي قتلوا أجزاءه التي يتكوّن منها.