المعهد القومي للجهاز العصبي والحركي "شلل الأطفال سابقا" هو المستشفى الوحيد بمصر المتخصص في علاج وتأهيل المصابين والمرضى بأي إصابات تؤدي لإعاقة عصبية أو حركية . ويتبع "المعهد القومي للجهاز الحركي والعصبي" للهيئة القومية للمستشفيات والمعاهد التعليمية التابعة لوزارة الصحة والسكان ، ويعمل مع معهد السمع والكلام ، ومعهد الرمد كمنظومة لعلاج جميع أنواع الإعاقات . وكان لبوابة أخبار اليوم، لقاء مع مدير المعهد د.عمرو عزام، الذي تولى المسئولية في شهر أكتوبر 2014 ، وسألناه عن عدد المعاقين في مصر؟   لا يوجد إحصائيات واضحة عن عدد المعاقين في مصر لأسباب تتعلق بثقافة المجتمع ، حيث يمتنع الكثير من الأهالي عن الإبلاغ عن وجود معاقين في أسرهم ، ولكن الإحصائيات العالمية تؤكد أن هناك مليار نسمة من أصل 7 مليار هم سكان العالم يعانون من نوع من أنواع الإعاقة ومنهم أكثر من 100 مليون طفل ، يتركز 80% منهم في البلدان النامية .   عدد المترددين على المعهد القومي للجهاز الحركي والعصبي؟   المعهد يستقبل ما يقرب من 750 مريضا كل يوم من جميع محافظات مصر في عياداتنا الخارجية لأننا المستشفى الوحيد المتخصص في الإعاقات العصبية الحركية وتزيد هذه الأعداد في أجازات المدارس في الصيف.   ما هي الأقسام والخدمات التي يقدمها المعهد للمرضى؟   أنشأنا وحدة خاصة لعلاج مرضى التوحد "الأوتيزم" نتعاون فيها مع المعهد القومي للسمع والكلام في العلاج والكشف المبكر عن المرض ولكنها مازالت تعمل في حدود ضيقة بسبب عدم توافر الدعاية الكافية لها ، وتم الاتفاق وعمل ورقة عمل مشتركة مع معهد السمع والكلام وتم تقديمها لأمين عام المستشفيات والمعاهد التعليمية د. أشرف إسماعيل لزيادة عدد المتدربين في القسم ومنحهم شهادات بذلك وتعيين عدد منهم لضمان عدم تركهم للمعهد بعد تدريبهم ، إلى جانب وحدة لجراحة العظام ووحدة للأطفال وأخرى للمخ والأعصاب وللروماتيزم والتأهيل والعلاج الطبيعي علاوة على عيادات الخدمات المكملة مثل الأعصاب وعيادة الأسنان وقسم الأشعة والذي يحتوي على أشعة الموجات الصوتية لاكتشاف مشاكل العضلات والأوتار ، كما سيتم تجهيز مكان لأشعة الرنين في خطة التطوير إلى جانب جهاز قياس هشاشة العظام ، ولدينا 3 غرف عمليات كاملة التجهيز وسيضاف إليهم 6 غرف جديدة من خلال المبنى الذي سيتم إنشائه قريبا ، كما يجري الآن تطوير المبنى القديم وإنشاء مصنع الأطراف الصناعية.   هل يساهم المجتمع المدني في التطوير والتجهيز والإنشاءات الجديدة؟    تقريبا لا يوجد دور لهيئات المجتمع المدني في تطوير المعهد أو المساعدة في استيعاب الحالات المرضية والسبب في ذلك هو عدم توافر الدعاية الكافية للتعريف بالمعهد ودوره وخدماته التي يقدمها للمرضى ، حتى أنني التقيت بنائب مدير مستشفى أورام الأطفال 57357 د.شريف أبو النجا للاستفادة من تجربته ، والذي أكد أن المستشفى بالكامل قائم على الجهود المجتمعية التي يتم ضخ جزء منها في عمل الدعاية . لكن بما أننا مستشفى حكومي فنحن لا نملك هذه الرفاهية لذلك بدأنا في عمل لوحات دعائية على أسوار المعهد بما أتيح لنا من إمكانيات كبداية محلية بالإضافة إلى الاعتماد على الدعاية الشخصية للكثير من الأطباء العاملين بالمعهد ولديهم أسماء رنانة في تخصصاتهم إلى جانب أن بعضهم له نشاطات أخرى يمكن أن تساهم في تعريف المجتمع بالمعهد ونشاطاته وخدماته بطريقة أكثر قدرة على الوصول ، هذا إلى جانب فتح خطوط اتصال جديدة مع جمعيات الروتاري حيث أنهم قدموا للمعهد مساعدات من حوالي خمس سنوات ، وبالفعل كان لهم زيارة قريبة للمعهد وقمنا بإعطائهم فكرة عن المعهد واحتياجاته التي يمكن أن يساعدوا في توفيرها. وتساهم بعض الجمعيات الخيرية في تكلفة علاج المرضى غير القادرين حيث توجه مساعدتهم للمريض بشكل شخصي من خلال مكتب خدمة المواطنين كمساهمة في توفير مسامير أو شرائح أو ثمن الأشعة وما إلى ذلك، لأن بعض المرضى التابعين للتأمين الصحي أو الذين يعالجون بقرارات على نفقة الدولة يكون المبلغ المخصص لهم غير كافي لتغطية تكلفة علاجهم بالكامل. وعندما توليت المسئولية عرفت أن المعهد كان به لجنة زكاة ولكنها توقفت منذ فترة فتوجهنا لبنك ناصر الاجتماعي وطلبنا إحياء رقم الحساب من جديد ، على أن يشرف عليه لجنة داخلية من البنك حتى يتعرف أي متبرع على كيفية توزيع التبرعات ويطمئن قلبه .   حدثنا عن الحالات التي تتردد على المعهد القومي للجهاز الحركي والعصبي؟   نحن في المعهد نتعامل مع كل حالات الإعاقات الحركية والعصبية ومنها الشلل التيبوسي الذي يصيب بعض المواليد بنسبة تتراوح ما بين 1 إلى 3 من كل ألف مولود بسبب قصور في الدورة الدمية أثناء الولادة .   ما هي أسباب الإصابة بالشلل التيبسي؟ ترجع أسباب الإصابة بالشلل التيبسي إلى حدوث خطأ طبي أثناء الولادة ويمكن أن يكون تأخر تدخل الطبيب في عملية الولادة أو عدم حصول الطفل على الرعاية الكافية بعد الولادة مباشرة ، وكذلك إذا قلت حركة الطفل قبل الولادة بطريقة ملحوظة ولم يتم اكتشافها وهو من الدلائل على وجود نقص في الدورة الدموية ويمكن أن يؤدي إليه حدوث انفصال جزئي لمشيمة الأم ولم يتم التدخل بشكل سريع فينتج عن هذه الأسباب قصور في المخ ، إذا لم يكتشفه الطبيب في نفس الوقت فإن يصاب الطفل بإعاقة كاملة ويتم اكتشافها عادة بعد الولادة بحوالي شهرين.   كيف يتم اكتشافها؟   يلاحظ أن حركة أيدي وأرجل الطفل غير طبيعية وكذلك استجاباته وردود أفعاله ويمكن أن يلاحظ ذلك أصحاب الخبرة في المنزل مثل الجد أو الجدة .   هل تؤثر هذه الإعاقة على الحركة فقط أم يصل تأثيرها للإعاقة الذهنية؟   عندما يحدث القصور في الدورة الدموية تتأثر مراكز الحركة في المخ ويمكن أن يصل التأثير أيضا لمراكز الإدراك فتحدث الإعاقة الذهنية.   وماذا يقدم المعهد لمثل هذا الطفل؟   تتمثل إعاقة الطفل المصاب بالشلل التيبسي في عدم القدرة على الحركة أو تيبُس الحركة بمعنى أن العضلات تكون ثابتة في وضع واحد وينتج عنها قصور في الحركة وقصور في الوظيفة ، وهنا يقوم أطباء المعهد بحقن الطفل بمادة مرخية للأعصاب "البوتكس" وهي تزيد من فاعلية حركة الطفل في محاولة لتقليل الخسائر ، حتى يأتي دور العلاج الطبيعي الذي يُعد من المراحل شديدة الأهمية لأن دوره يتمثل في الحفاظ على ما تم تحقيقه من مكتسبات في حالة المريض ، على سبيل المثال يمكن أن ينجح الأطباء علاجيا أو جراحيا في تمكين طفل لا يستطيع الجلوس على الجلوس ويقوم العلاج الطبيعي بالحفاظ على هذه القدرة. كما يستقبل المعهد حالات الإصابة في العمود الفقري أو المخ "نزيف المخ" التي يكون لها تأثير على الجهاز الحركي ويكون له دور كبير معها ولا يشترط استقبال الأطفال فقط بل كل المراحل العمرية إلى جانب عمل الجراحات وتقديم الخدمات والأجهزة والأطراف الصناعية وجميع اللوازم للحالات التي أصيبت بشلل الأطفال قبل القضاء عليه في مصر.   هل يقدم المعهد خدماته لمرضى التصلب العصبي المتناثر؟   مرض التصلب العصبي المتناثر "أم أس" لم يعرف حتى الآن أسبابه على المستوى العلمي بدقة وكذلك لم يعرف له علاج حاسم وهو السبب في عدم وجود أرض صلبة تمكننا من التعامل معه.   هل كان لك رؤية جديدة في إدارة المعهد؟   كان لي رؤية مختلفة من اليوم الأول الذي توليت في المسئولية ، وحرصت على أن أصحح مصطلح الجودة لدى زملائي بأنه إجادة العمل بمعنى أن يعمل الجميع طوال الوقت على إجادة عملهم وأن يكونوا رقباء على أنفسهم ، دون أن يخشون من سيقوم بالتفتيش عليهم حتى يتظاهرون بإجادة عملهم ، كما أنني حريص دائما على التعليم والتدريب الطبي المستمر لأطباء المعهد لتطوير قدراتهم ومهاراتهم بما يصب في النهاية بمصلحة المريض ، وكان دافعي للعمل هو مشهد المرضى وهم يملئون المستشفى.   وماذا عن مدرسة التمريض والأطراف الصناعية؟   نحاول رفع مستوى التعليم داخل مدرسة التمريض بالتعاون مع بعض الجهات الخيرية لتخريج أجيال قادرة على التعامل مع المرضى بمنتهى الإنسانية والكفاءة والمهنية ؛ أما مدرسة الأطراف الصناعية فسيكون مكانها في مصنع الأطراف الصناعية والذي مازال تحت الإنشاء ومن المقرر أن ينتهي العمل به خلال أشهر قليلة.