قال المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية العالم الأثري، سامح الزهار، إن العالم أجمع تابع، الخميس 22 أكتوبر، تعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بالمعبد الكبير بمدينة أبو سمبل اليوم بأسوان، خلال الفترة منذ الخامسة و52 دقيقة صباحًا، أي أنها استمرت 20 دقيقة تقريبًا.

ووصف الزهار هذه الظاهرة الفلكية بأنها الأهم والأغرب في التاريخ، والتي تعامل معها المصري القديم، ولم يتم التوصل إلى الآن لسر تلك المعادلة الفلكية المعقدة.

وأوضح أن محافظة أسوان أقامت احتفالات فنية شارك فيها عدد من فرق الفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة على مسرح السوق بمدينة أبو سمبل بحضور عدد كبير من القيادات من بوزارتي الثقافة والآثار ومحافظة أسوان.

وأشار الزهار إلى أن التاريخ الإسلامي كان مشرقًا في مصر، فالمسلمين حرصوا على ألا يهدموا أثرًا ولا هرمًا ولا معبدًا ولا تمثالاً، بل واهتموا بعلوم الفلك خاصة في العصر الإسلامي الذهبي وتحديدا من القرن الثامن وحتى الخامس عشر هجريا ، مشيرا إلى أن إسهاماتهم في مجال الفلك كتبت أغلبها باللغة العربية ووقعت في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والأندلس وشمال إفريقيا.

وأضاف أنهم احتفظوا ببعض الموروثات المصرية القديمة مثل استعمال ورق البردي كمادة للكتابة إذ بقى يستعمل لفترة أخرى لكتابة القرآن الكريم، كما أن أول كتاب من الورق ظهر في بغداد عام 870 ميلادية، واستمرت المنافسة بين ورق البردي والورق الجديد حتى القرن الثاني عشر الميلادي، إلى أن حسم الورق الجديد لنفسه.

وأكد العالم الأثري أن علم الفلك نشأ مثله مثل العلوم الإسلامية الأخرى عن طريق الاستفادة مما سبق ثم محاولة تطويره وكانت لعلوم الفلك المصرية القديمة في التاريخ الفرعوني بالغ الأثر في ذلك.

وأوضح أن علماء الفلك المسلمين طوروا العديد من الأدوات الفلكية، إضافة إلى أنواع متعددة من الإسطرلابات "آلة فلكية قديمة أطلق عليها العرب ذات الصفائح وهو نموذج ثنائي البعد للقبة السماوية"، والتي تم اختراعها على يد مريم الاسطرلابي، كما أنه تم إدخال العديد من التطويرات المهمة لتلك الأدوات التي استخدمها المسلمون في مجالات متعددة مثل الفلك والتنجيم والأبراج والملاحة ومعرفة الوقت وتحديد اتجاه القبلة.

ونوه الزهار إلى أنه يجب استخدام هذا الإعجاز الفلكي في حركة التنشيط السياحي لمصر وللدعاية السياحية في الخارج وذلك لأهمية السياحة الثقافية كمصدر هام من المصادر ذات المردودين الثقافي و الاقتصادي.