حديث الناس

عيد الطفولة

آمال عبدالسلام
آمال عبدالسلام


الأطفال «زينة الحياة الدنيا» ولذا فإن حقوقهم تعد من أهم أساسيات حقوق الإنسان، فهم اليوم والغد والمستقبل، وبهم وبفهمهم واحترام أفكارهم وتنمية مواهبهم نضمن عالمًا أفضل، وللتأكيد على أهمية حقوق الطفل يحتفل العالم فى الفترة من ١ إلى ٥ نوفمبر من كل عام بعيد الطفولة.

وفى مصر نحتفل بعد ٥ أيام - ٢٠ نوفمبر - بهذا العيد، وكنت أتمنى أن يكون هذا اليوم إجازة لأطفالنا؛ ليشعروا أن لهم الحق فى الاستمتاع بعيدهم، وأنه يوم مختلف، فيخرجون مع أهاليهم للفسحة، ولو حتى ظلوا فى البيوت فيتمتعون باللعب والكلام مع الأسرة.

وأرى أن عيد الطفولة ليس المقصود به تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل التى أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو أن تقوم بعض الجمعيات أو المراكز أو الهيئات الحكومية أو الخاصة بإقامة حفلات بحضور الساحر ولّا الأراجوز، أو أن تبث بعض القنوات «كام» أغنية للأطفال.

يا سادة، المعنى الحقيقى لعيد الطفولة، هو الاهتمام بالطفل طوال العام، وليس يومًا واحدًا، مع تخصيص وقت كاف من الأسرة، إن لم يكن يوميا فعلى الأقل أسبوعيا لمشاركة أبنائهم فى اللعب وتنمية مواهبهم والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم وسماع مطالبهم ومشاكلهم وأفكارهم وأسئلتهم، مع الاهتمام بأن يكون مستوى الحوار والردود على الأسئلة مناسبًا لعقولهم، والأهم إشعارهم دائما بالاهتمام والحب والحنان، فمن ينشأ فى جو أسرى ملىء بالحب والحنان وبه قدوة، سيصبح فى المستقبل قادرا على العطاء وخلق أجيال سعيدة متوازنة. ولا ننسى دور المدرسة المكمل لدور الأسرة. ولا أسلوب التعليم الحديث الذى لابد أن يتغير مع تغير التقدم العلمى فى أساليب الدراسة وفى عقول الأطفال.

مرحلة الطفولة هى أساس الإنسان، وكما يرى البعض أنها مرحلة سهلة لأنها تتسم بالمرونة والفاعلية السريعة للتربية والتعليم والعادات والمهارات والأسس العقلية والاجتماعية، يرى البعض الآخر أنها أصعب مرحلة لأنه لو أسيء التصرف فيها خسر الإنسان نفسه وخسر المجتمع إنسانًا مفيدا، وكما قال «جان جاك روسو»: «إن الطفولة هى مشتل التربية الإنسانية. وإن الأطفال يولدون ولديهم القدرة على التعلم، لأنهم مهيأون بالفطرة»، فالاهتمام بالطفولة مثل الاهتمام بـ«نبتة» الزرع يا صابت يا خابت.

أتمنى تغيير أسلوب التربية القديم الذى لم يعد يناسب أطفالنا الآن، كما أتمنى سرعة تدارك بُعد الأهل عن أبنائهم أو إهمالهم بحجة الحرية وأن نجد برامج تخدم أطفالنا بأسلوب حديث يتقبلونه على أن نبعدهم  قدر الإمكان عن بعض وسائل الاتصال الحديثة التى تتحكم فيهم دون توعية من الأهل والمدرسة، وكل سنة وجميع «مستقبل بلدنا» طيبون.

وإلى الأمام يا مصر.