قال الناقد الأدبي "حسام عقل" أن الشاعر "عمرو المصري" في ديوانه " غرفة إنعاش" يتمتع بنوع من النرجسية يستطيع أن يصفها القارئ بالنرجسية المحببة للنفس، أو نرجسية من يحاول أن يتغول على مساحة الشعر وفنه، مضيفاً أن شعراء العامية جميعهم يتمتعون بمثل هذه النرجسية، مدللاً على ذلك ببعض المواقف لشعراء الأغنية المصرية من أبرزهم مأمون الشناوي عندما كان يستاء حينما يطلب منه أحد المغنين تغيير كلمة أو كلمتين في الأغنية ويرفض ذلك بشدة.

وأضاف "عقل" أن المصري يرى كل الكائنات مسجونة حيث تعاني من قهر ما، مشيرا إلى أن الهاجس الأساسي عنده هو هاجس الحريات، موضحاً أن قصيدته مأخوذة من مفرادات الحياة اليومية مثل "علبة كبريت" و"حبل غسيل"، ولكنه يعمل على إضفاء صبغة شعرية على تلك المفردات رغم واقعيته الشديدة وتماسها الواضح الحياة اليومية، مؤكدا أن غرفة انعاش ترجمة رومانتيكة وبها عشق للأوطان وتاريخ يكتب لمصر.

بينما وصف الشاعر شرقاوي حافظ، أن أسلوب الشاعر بالسهل الممتنع، مواضحاً أن لا أحد يستطيع أن يسير سيره في هذا الشعر، مشيراً إلى أن غرفة إنعاش تعطي دلالة بإنها مكان ما بين الحياة والموت، مضيفاً أن الثلاث وعشرين قصيدة التي تيتضمنها الديوان تدور حول التأرجح ما بين اليأس والحياة، والمفتاح لهذه النظرة في الإهداء الموجود في افتتاحية الديوان "إنت اللي في إيديكي طرح يأسي حياة" شارحاً أن الشاعر كأنما يريد أن يقول أن المقابل لليأس هو الحياة.

وأضاف "حافظ" أن الديوان تمتع بمجموعة صور لم يرى مثلها في ديواوين العامية، مشيراً إلى أنه وجد كلمات الموت تتراوح إلى 20 كلمة بينما الأحلام تتجاوز الـ 24 حيث أن هذا يؤكد على أن هناك صراع بين عدة قيم تتراوح بين الحلم واليأس والموت والحياة، كما أنه يستخدم الكلمات المناسبة لموضوع القصيدة، واصفا المصري بالشخصية الحائرة حيث تتأرجح بين معاني عدة.

وأوضح أن الـ 23 قصيدة تدور حول الوطن، وشاعرها يمثل الثورة التي تريد أن تشتعل، مدلللا على ذلك بوجود قصيدة بعنوان عمرو المصري، مضيفا إلى أنه يستخدم الرمزية في الصور، مشيرا إلى قضية الدلالات في شعره، كما رأى أن الشاعر يلعب كثيراً بالتورية كما أشار إلى تأثره بثورة الخامس والعشرين من يناير مؤكداً أن الثورة هي المثير الأكبر لمعظم قصائد عمرو.

وخلال اللقاء ألقى الشاعر عدة قصائد من ديوان غرفة إنعاش، أبرز عناوينها "حليب قشطة" و"كمين".

وفي تصريحات خاصة لـ "الكتاب"، قال حسام عقل أن عمرو اسم مهم في خريطة شعر العامية جنبا الي جنب مع ماهر مهران ومحمد ابو الليل موضحاً أن هؤلاء الثلاثة يسلكون طريقة خاصة يسمى بقصيدة الشعر الحداثية مضيفاً انهم لا يجدون حظهم في الميديا ولا في اي شئ والشاعر يستخدم خليط من مستويات مختلفة في اللغة العامية ويرى ان عمرو اسم سيكون له شأن كبير.

وعن غياب المشروع النقدي لشعراء العامية أكد هذا مضيفاً أنه دفع الشعراء نفسهم أن يعدون دراسات لأعمالهم وأرجع سبب ذلك إلى ان الكتابة عن قصيدة العامية اصعب من الكتابة عن قصيدة الفصحى بالا ضافة إلى ان الجامعات المصرية لا تتعامل مع شعر العامية الا لماما.

وقال عمرو المصري أن هذا الديوان يعد التجربة الثامنة في مساره الشعري معتبراً مشاركته في معرض الكتاب وأختيار الهيئة ديوانه لنره وسام على صدره موضحاً أن ذلك دليل على تحقق أي شاعر، مضيفاً أن هناك عدد من الدراسات النقدية تناولت تجربته وناقشتها في مؤتمر أدباء مصر ويرى ان أبرز المحطات في شعره تكمن في دواوين "قصر النيل" و"نقطة تفتيش" و"غرفة إنعاش" مشيراً إلى أن له تجربة تحت الطبع تحت بعنوان "الموال السباعي".

جاء ذلك في ثاني أيام ملتقى الإبداع الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع هيئة الكتاب، في ندوة أدبية لمناقشة ديوان "غرفة إنعاش" للشاعر عمرو المصري ناقشه فيه كلا من الناقد الأدبي حسام عقل والشاعر شرقاوي حافظ وأدار الندوة سماح هلال.