رؤية مصرية

السلام..والدبلوماسية المصرية

حسام عبدالعليم
حسام عبدالعليم

 على مر الأزمنة وفى ظل الأزمات والصراعات المتلاحقة التى شهدتها ولاتزال تواجهها المنطقة والعالم أجمع، نجحت الدبلوماسية المصرية بأُسسها الراسخة ومبادئها المتجذرة، فى التعامل مع تلك النزاعات والتقلبات، نتيجة لسياسات حكيمة ومتوازنة تدعو دائماً إلى ترسيخ السلام والأمن والاستقرار، والعمل على احترام مبدأ سيادة الدول والقوانين والمواثيق والقرارات الدولية والأممية.

فمصر لم تكن أبداً دولة معتدية، أو مغتصبة لحقوق الأخرين. ترتكز سياساتها فى الحفاظ على المصالح الوطنية وتحقيق التوازن والتنوع فى علاقاتها الخارجية. تؤمن بالتنمية والتعاون، وتسوية الخلافات عبر الوسائل السلمية.

 ومن منطلق هذه الثوابت الأخلاقية والشريفة، وقوة مصر وقدراتها ودورها المحورى، أصبحت تحتل مكانتها وثقلها الإقليمى والدولى، ويعول عليها الجميع فى تحقيق الاستقرار بالمنطقة، فى ظل نظام عالمى يشهد تحولات عميقة شديدة التعقيد، وتمثل المنطقة وما تشهده حالياً، لاسيما العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، جزء كبير منه.

 منذ اللحظة الأولى من اندلاع الأحداث فى قطاع غزة، وتبذل الدبلوماسية المصرية وأجهزة الدولة المعنية، جهوداً مضنية لم تتوقف حتى الوقت الراهن، مُستخدمة كافة السُبل الممكنة،لوقف هذه الحرب الظالمة ضد شعب أعزل، والإصرار على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء فى غزة بشكل دائم.
 وفى مختلف لقاءاته واتصالاته مع قادة العالم، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على موقف مصر الثابت والرافض تماما لأى تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أى مكان آخر، حفاظا على القضية الفلسطينية من التصفية وحماية لأمن مصر القومى.

وهو المسار الذى تنتهجه الدبلوماسية المصرية وثابتة عليه، فى ضوء جهودها المتواصلة على المستوى الدولى والإقليمى لوقف هذه الحرب الظالمة، ودعمها المتواصل للقضية الفلسطينية منذ 76 عاماً.
 وقد اتضح جلياً جهود الدبلوماسية المصرية، بأن نجحت فى تحويل موقف بعض الدول الغربية التى أيدت الموقف الإسرائيلى فى بداية التصعيد إلى موقف داعم لوقف هذا التصعيد ومراعاة الوضع الإنسانى لسكان غزة.

أيضا فى تكوين رأى عام عالمى أكثر ايجابية تجاه وقف الحرب، واتخاذ مسار المفاوضات حيث حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967وعاصمتها القدس الشرقية. فى الوقت الذى لاتزال فيه دولة الاحتلال الإسرائيلى تمارس أساليب المماطلة والمراوغة لعدم وقف عدوانها على القطاع المستمر ليومه الثامن والستين بعد المئتين.

 ويبقى السلام كأحد رواسخ الدبلوماسية المصرية، السبيل الوحيد لتنعم المنطقة والعالم بالاستقرار والأمان دون خوف أو تهديد.