بدون روتوش

30يونيو ..ثورة الخلاص الوطني

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

 بقلم : فيصل مصطفى 
11 عاما كاملة ، مرت على قيام ثورة 30 يونية سنة 2013 . ربما تكون وبحق أعظم ثورة شعبية في تاريخ مصر  . ثورة قام بها 33  مليون مواطنا مصريا ، أى أكثر من ثلث الشعب المصري . ولو وضعنا في الاعتبار أعداد الأطفال والمرضى وكبار السن   ، لوصلنا إلى أن من قام بهذه الثورة المباركة قد لا يقل عن نصف الشعب المصري كحد أدنى ، إن لم يكن أكثر  أي نحو 50  مليون مصريا .
هذه هي الحقيقة الساطعة المؤكدة ، ثورة شعبية بكل ما تحمله الكلمة .  وكانت ثورة  من شعب أعزل لا يملك سلاحا ، أو أي قدرة قتالية على مواجهة مليشيات إخوانية مسلحة  ، ومدربة جيدا ، ومتخصصة في القتل والتفجير والاغتيالات والقمع والعنف .
ومن هنا كانت تبدو للوهلة الأولى أن المواجهة غير متكافئة بين شعب أعزل  ، وجماعات مسلحة ومنظمة تنظيما جيدا ودقيقا ومدعومة من الخارج  ، وهو الأمر الذي تم سحقه  فيما يكاد يكون بلمح البصر  ، إستنادا إلى أمرين هامين وهما :
 الأول : الكثافة البشرية الضخمة التي فاقت أي أسلحة من أي نوع ، ف 33 مليون شخص ،  رقم ليس بالسهل ولا الهين ، ويحتاج إلى جيوش مسلحة تسليحا عاليا لقمع هذه العشرات من الملايين الثائرة والهادرة ، وليس  مجرد مليشيات مسلحة قتاليا .
الثانى : مسارعة القوات المسلحة المصرية واستجابتها للشعب المصري الأعزل وتحركها دفاعا عنه وحماية له وحفاظا على استمرارية الدولة الوطنية بمؤسساتها القومية ، وهو كان العامل الثاني الذي رجح انتصار ثورة 30 يونية الشعبية التي تحركت ، لم تكن من تلقاء نفسها ، أو بشكل عشوائي وانفعالي ، وإنما تحركت نتيجة تخطيط علمي وعمل دؤوب ، استمر سنة كاملة من يونية 2012 ، ذلك التاريخ الحزين الذي شهد صعود رأس أكبر جماعة إرهابية فى التاريخ المصري إلى قمة السلطة ، وحتى يونية  2013 ، والتي شهدت ثورة الخلاص الوطني للتخلص من حكم هذه الجماعة الإرهابية المجرمة .
أيضا ، كان هناك تحالف 30 يونية ، الذي عبر عنه بوضوح بيان 3 يولية التاريخي ، والذي ألقاه في ذلك الوقت المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك ، وكان هذا البيان يعبر عن تحالف 30 يونية ، الذى ضم التيارات السياسية والوطنية المصرية ، ونخبة المثقفين المصريين ومؤسسات الأزهر والكنيسة والقضاء ، وظهر بشكل بيان جماعي موجه للشعب المصري وللعالم بأسره ،
 وكان بيان 3 يولية الشهير ، عاملا حاسما فى انتصار ثورة 30 يونية وتحولها إلى أمر واقع وحقيقة ، تم بقتضاها التخلص من حكم هذه الجماعة الإرهابية المجرمة ، ليس بقوة السلاح ، وليس بقوة الأجهزة الأمنية ، وإنما بإرادة شعبية كاسحة لم يسبق لها مثيل ، عبرت عن نفسها بتواجد عشرات الملايين في الشوارع والميادين ، رافضين ترك أماكنهم إلا عندما يتخلصون ، وتتخلص البلاد من حكم هذه الجماعة الفاجرة ، وهو ما تم  وما حدث بالفعل ، لتكون أول ثورة شعبية عربية حقيقية تنجح وبقوة وتحقق النصر المؤزر ، وتلبي المطالب الشعبية والشرعية المشروعة في بناء وطن مستقل خالى من التعصب الديني ،  ومن الجهالة الرجعية ،  ومن حكم الميليشيات والعصابات الإجرامية .
وبنجاح ثورة 30 يونية في مصر ، تم إيقاف  مشروع الشرق الأوسط الكبير ، والذي كان يقوم على تقسيم الأمة العربية  إلى 52 دويلة عربية ، وكان يستهدف مصر في الأساس ، باعتبارها القلب النابض والعقل المفكر للأمة العربية ، وكان حكم الجماعة الإرهابية خطوة أساسية و رئيسية في سبيل تنفيذ هذا المخطط ، لكن تم إيقافه تماما ، وتم حماية مصر من هذا الإجرام منقطع النظير .
وحقق الشعب المصري  ، انتصارا على هذا المشروع المدعم بقوى أمريكية وقوى حلف الناتو  .
نجح الشعب المصري فى إيقاف هذا المشروع تماما ، صحيح أنه استمر في بلدان عربية أخرى ، وحقق فيها بعض النجاحات مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان وغيرها ، إلا أنه  قد منى بهزيمة ثقيلة و كاسحة في مصر المحروسة .
[email protected]