شىء من الأمل

غير مسبوقة!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

فى تصريحاته عن مشكلة الكهرباء أشار د. مصطفى مدبولى إلى أن البلاد شهدت خلال شهر يونيو موجات حر غير مسبوقة وأن ذلك سوف يتكرر خلال شهور الصيف هذا العام.. وهذا ينبهنا إلى أن مناخنا قد تغير مثل المناخ فى جميع أنحاء العالم وبات علينا أن نتعامل مع تلك الحقيقة ونجد حلا نهائيا لمشكلة الكهرباء غير مسبوق أيضا يتجاوز فتح أبواب المساجد والكنائس لطلاب الثانوية العامة ليستعدوا لامتحاناتهم أو تدبير مليار و١٨٠ مليون دولار لتدبير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء خلال هذا الصيف حتى لا تزيد ساعات تخفيف الأحمال. 

إن غير المسبوق فى مناخنا سوف يتحول بمرور الوقت إلى مسبوق ومتكرر أو عادى ومألوف، وهذا يحتاج منا تعاملًا مختلفًا يختلف عن تعاملنا معه باعتباره حالة طارئة أو غير متكررة.. وهذا يقضى إلى ضرورة إيجاد حل دائم لمشكلة الفجوة الدولارية لأن توفير الوقود لمحطات الكهرباء يكلفنا نقدًا أجنبيًا بلغت قيمته قرابة ١٫٢ مليار دولار خلال شهور الصيف الحالى، ولأن التحول للطاقة الشمسية يحتاج إلى وقت وتدبير نقد أجنبى. 

وهذا يجعلنا نفكر فى تخفيض إنفاقنا من النقد الأجنبى فى مجالات أخرى غير توفير وقود محطات الكهرباء مادام مناخنا قد تغير على هذا النحو الذى أشار إليه رئيس الوزراء.

وأهم مجال يمكننا تخفيض إنفاقنا فيه الآن وفورًا هو مجال الاستيراد من الخارج.. فهناك واردات يمكننا الاستغناء عنها لسنة أو سنتين حتى نتجاوز الفجوة الدولارية ونعيد التوازن بين إنفاقنا من النقد الأجنبى ومواردنا منه.. فنحن لن نعانى أبدا من توقف -مثلا- استيراد الفاكهة من الخارج ومعها أنواع الجپن المستورد والملابس الجاهزة والبرفانات وأدوات التجميل وأدوات النظافة ولعب الأطفال وغيرها الكثير من السلع التى نستوردها من الخارج الآن.. وهذا أمر تتيحه لنا منظمة التجارة العالمية، كما تتيحه لكل بلد يحتاج لترشيد وارداته.

وقد يكون ذلك أمرًا غير مسبوق منذ أن فتحنا أسواقنا أمام المستورد من الخارج، لكننا نواجه مناخًا غير مسبوق وأيضًا  تداعيات حرب غزة غير المسبوقة.