فى الصميم

أخلاقي جداً جداً.. جيش الاحتلال!!

جلال عارف
جلال عارف

الصفاقة الإسرائيلية بلا حدود. بعد كل جرائم الحرب التى ارتكبتها، وبعد ما يقرب من ٣٨ ألف شهيد منهم ما يقارب الثلاثين ألف طفل وامرأة، وبعد أن رأى العالم حرق الأطفال الفلسطينيين فى «تل السلطانة» برفح.. بعد كل ذلك مازال مجرمو الحرب فى إسرائيل (وعلى رأسهم نتنياهو) يكررون مزاعمهم حول أخلاقية جيش الاحتلال التى لا مثيل لها فى العالم!!

قبل أيام ردد نتنياهو إحدى أكاذيبه زاعماً أن نسبة الضحايا المدنيين فى غزة إلى الضحايا من حماس هى «واحد إلى واحد» وهى الأقل ــ كما يقول ــ فى حروب المدن، بعد ساعات فقط كان جيش الاحتلال يشن حملة مسعورة راح ضحيتها حوالى ٥٠ شهيداً زاعماً أنه كان يطارد أحد مقاتلى حماس فينسف مربعات سكنية بأكملها ويقصف مخيمات النازحين على من فيها من الأطفال والنساء!!

وبالأمس كان العالم كله يتابع مشهد «الجيش الأكثر أخلاقية!!» وهو يقيد جريحاً فلسطينياً على مقدمة إحدى العربات العسكرية ويمضى بها فى طرقات جنين بالضفة الغربية. ولم يجد جيش الاحتلال سبيلاً للإنكار واضطر

ــ كالعادة ــ إلى الزعم بأن تحقيقاً سيحدث كما كان الأمر فى كل  جرائم الحرب التى لم يعاقب فيها أحد.. ولن يعاقب إلا فى محاكمة دولية مستقلة كما يحدث الآن فى الجنائية الدولية!!

الجريمة الأخيرة لا تنفصل عما طالب به سيموتريش وزير المالية والحاكم الاسرائيلى الفعلى فى الأرض المحتلة قبل أيام فى مناقشة عارض فيها بشدة الافراج عن جثث خمسة من الشهداء الفلسطينيين مطالباً بربط الجثث فى عربات عسكرية وسحلها فى الشوارع لردع الفلسطينيين فى الضفة أو داخل حدود ٤٨ «!!».. انها عقلية التطرف الصهيونى الذى يرى كل العالم ــ ما عدا اليهود ــ فريقاً من «الأغيار» الذين يستحقون التعذيب والقتل، والذى يرى أن جيشه سيكون أكثر أخلاقاً كلما توحش فى جرائم الحرب والعداء للانسانية.

هل تسرع المحكمة الجنائية فى اصدار مذكرة اعتقال نتنياهو كمجرم حرب؟ وهل تبدأ ، بعد ذلك ، فى ضم كل المسئولين عن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية إلى كشف المطلوبين للعدالة الدولية؟ نعرف أن الضغوط هائلة على المحكمة، لكن جرائم اسرائيل لا يمكن أن تمر بلا عقاب !!