صاحبة السير في الطرق البعيدة: أنتظر حتى تغازلني النصوص لأكتبها

نهى محمود
نهى محمود

تعتبر الأديبة نهى محمود نفسها روائية فى الأساس فقد صدرت لها ثلاث روايات وهى: «راكوشا، «هلاوس»، سيرة توفيق الشهير بتوتو» وحصلت رواية» هلاوس» على جائزة دبى الثقافية عام 2010، إلا أن بدايتها الحقيقية كانت بكتابة النصوص السردية فى مدونة «كراكيب» وصدر لها كتابان سرديان وهما: «كراكيب نهى»،و «بنت من ورق» لكن صدرت لها مؤخرًا المجموعة القصصية «السير فى طرق ممتدة وبعيدة» عن دار كيان وهى مجموعتها الثانية بعد «الجالسون فى الشرفة حتى تجىء زينب» التى حصدت جائزة ساويرس 2019.

فى بداية حوارنا مع الأديبة نسألها عن اختلاف تجربتها القصصية الأخيرة عن أعمالها السابقة فتقول: طوال الوقت أجد فن القصة القصيرة صعبا، لكن المفارقة هى أننى ألجأ إليه فى كل مرة أواجه فيها حبسة كتابة لفترة طويلة، فمجموعتى الأولى جاءت بعد توقف لعامين عن الكتابة وقبل ان أنهيها، كانت فكرة روايتى التالية حاضرة، وهذا ما تكرر هذه المرة.. حبسة كتابة أخرى، نصوص متقطعة هنا وهناك، فقررت البدء فى المجموعة. غالبا ما أنتظر النصوص الحرة أن تبادر بمغازلتى، وكذلك الرواية.. لكنى فى كل مرة أكتب القصص أذهب أنا إليها محملة بعدم يقين كبير وخوف.

نسألها عن الحس النسوى داخل نصوص المجموعة التى تبدو مغرقة بالهم النسوى فتقول: «بدأت الكتابة وفى ذهنى الكثير من التساؤلات حول النساء، والأمور المأساوية التى يختبرن طوال الوقت لينجون بفكرة (البيت). صادفت وتأملت قبل كتابة المجموعة عشرات الحكايات، تكومت داخلى بشكل لا إرادى.فى الحقيقة دائماً ما تكون الكتابة لديّ، رغم وعيى بها وبما أرغب فى قوله، يبقى دائماً جانباً أعمى، أعرفه وقت حضوره.

اقرأ أيضًا | هل مضى زمن الشعر؟

العالم النسائى الحاضر بقوته تلك، كان يعكس ارتباكاً داخلياً وألماً خاصاً، احتجت للكتابة فى ذلك الوقت لتكون مرشداً، بينما يبدو الأمر لى أنى أرسم طرقاً لحكايات بطلاتى، أنا أجد طريقى وتحررى بطريقة ما، الكتابة هنا وكعادتها، كانت طريقتى فى فهم نفسى والعالم.

كانت بمثابة طريقة لأتعرف على ما يوجعني» بطلات هذه القصص فى لحظة اختيار ما، كل واحدة منهن تخوض تجربة ربما تجربة اختيار البقاء مع زوج أو الرحيل، وربما اكتشاف خديعة ما لكن لم تكن كل البطلات قادرة على الاختيار وهو ما تعلق عليه نهى قائلة: «حكايات النساء هنا أيضاً كانت تطرح سؤالاً، ولا يشغلنى إن كنت وجدت إجابة له أو لا.



لم يكن ضرورياً فى القصص أن تنجو كل النساء من شراك الحكاية التى تعيشها، لكن معظمهم رأى نقطة نور، رأى ما بداخله وما يعيشه وذلك أمر مهم. القدرة على طرح السؤال كانت كل ما رغبت فى فعله.

هل يستحق الأمر؟ أيهما أولى بالاختيار، التظاهر بالحياة، أم العيش بشكل حقيقى؟ أيهما أكثر احتمالاً الوحدة أم التعاسة؟ القصص رغم أن معظمها يدور حول النساء ، لكن الرجال حاضرين أيضا، ربما ثلاث قصص تدور فى عالم الرجال، وتنحاز لقلقه واضطرابه وضعفه.

عنوان المجموعة لا يشير إلى قصة بعينها إنما هى حالة كل بطلات وأبطال القصص وهو ما توضحه نهى قائلة: «أخترت عنوان» السير فى طرق ممتدة وبعيدة رغم عدم وجود قصة بهذا الاسم فى المجموعة، لأن تمييز قصة ووضعها على الغلاف هو أمر يزعجنى جداً، ثانيا أنه غالباً ما تكون هناك حالة وهمية تجمع بين الأبطال والحكايات، وفى هذه المجموعة، كان على كل بطل أن يمضى فى طريق ليصل لنقطة ضوء تخصه.

هناك رحلة فى كل حكاية، مسافة عليه أن يقطعها، أو يعرف حتى أنه عليه أن يخوض رحلته / معركته الخاصة، حتى لو لم يفعل ذلك»