م القلب

العيد والعالم الافتراضى

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

عادات وتقاليد وعبادات تتوارثها الأجيال للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث تحتفل مصر والعالم العربى والإسلامى بوقوف المسلمين من ضيوف الرحمن على جبل عرفات بالأراضى المقدسة قادمين من كل فج عميق يؤدون ركن الحج الأعظم فى مشهد مهيب يباهى بهم المولى عز وجل ملائكته ويقول يا ملائكتى انظروا إلى عبادى جاءونى يطلبون رحمتى ومغفرتى، أشهدكم أنى قد غفرت لهم... اللهم اجعلنا منهم. 

تبهرنى مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك التى يتسابق فيها المصريون إلى ذبح الأضاحى وتوزيع لحومها على البسطاء والمحتاجين وفى نفس الوقت ينطلق الملايين من المواطنين إلى الحدائق والمتنزهات لقضاء وقت سعيد ممتع ولكن عامًا بعد عام أرى أن هناك تراجعًا كبيرًا فى بعض التقاليد الأصيلة التى كنا نتميز بها وأهمها صلة الرحم والتزاور بين العائلات وإسعاد الصغار بتقديم «العيدية» التى ينبغى أن تكون نقودًا ورقية جديدة وحل محل هذه الأصاله المعايدة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى بكلمات تقليدية على «الواتس آب» أو «بوست» على الفيس بوك والانستجرام لنتحول إلى حياة فى عالم افتراضى حتى فى العيد. 

أتمنى أن نراجع أنفسنا ونعود إلى أصالتنا الجميلة وندخل البهجة على أنفسنا وكل أحبابنا  بالتصرفات البسيطة والتواصل الطبيعى الذى يسعد القلوب، دعونا نخرج من العالم الافتراضى ونعيش الفرحة الحقيقية على أرض الواقع.