بورتريه| جاكوبسون سفيرة الأزمات المبكرة

جاكوبسون
جاكوبسون

من الصعوبة بمكان فهم السياق الذى يمكن فهم التصريحات التى ادلت بها   ترسيى جاكوبسون المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة الى العراق امام لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الامريكى فى اطار الاجراءات الخاصة باعتمادها للمنصب الذى يحتاج الى تصديق من المجلس والتى هاجمت فيها ماوصفته بالميليشيات  العراقية المتحالفة مع  ايران وكشفت عن اهتمامها بمكافحة نفوذها ووصفها طهران انها ممثل خبيث فى العراق ومزعزع لاستقرار المنطقة وانها تدرك ان التهديد الرئيسى للعراق هو الميلشيات المتحالفة معها ولمحت الى عدم وجود نية لواشنطن فى سحب قواتها من العراق استجابة لمطالب القوى الشيعية ذات النفوذ الكبير وهناك حاجة لمعرفة مغزى هذه التصريحات هل هى تعبير واجتهاد عن رؤية خاصة بها؟ مستغلة الهامش البسيط المتاح لها خاصة فى ظل خبراتها فى العمل الدبلوماسى الذى مر عليه ٣٠ عاما وهذا امر قد يكون مستبعدا وغير منطقى ام انها تأتى فى تعبير كاشف لتوجه امريكى جديد تجاه العراق وتحولات تتبلور داخل اروقة الخارجية الامريكية خاصة بعد توجه واشنطن الى تحويل الساحة العراقية من جديد الى ساحة صراع مع ايران خاصة بعد السابع من اكتوبر الماضى فالتصريحات فتحت ابواب معارك بدأتها السفيرة جاكوبسون من واشنطن وقبل ان تطأ قدمها ارض مطار بغداد الدولى وحتى قبل ان تمرير قرار الرئيس بايدن الذى تم الاعلان عن تعيينها فى ٢٦ يناير الماضى لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة لامريكا لدى العراق كما انها سعت الى الدخول المبكر الي( حقل الغام)  فى دولة تعانى من حالة عدم استقرار منذ سنوات طويلة وكانت بلادها جزءا من الازمة وليست عاملا فاعلا للحل لم تكتف بذلك بل لم تراع تراكم المباحثات والمشاورات التى تتم بين العاصمتين حول شكل الوجود الامريكى هناك والدور المهم الذى يقوم به رئيس الوزراء محمد شياع السودانى خلال فترة وجوده فى منصبه ولهذا فقد استحقت ردودا قاسية على المستوى الرسمى جاء على لسان  خالد اليعقوبى المستشار الامنى لرئيس الوزراء محمد شياع السودانى الذى قال انها تنم عن عدم فهم للعراق الجديد المتعافى وتدخلا فى شئونه الداخلية وعلاقاته مع جيرانه وان حديثها لايتناسب  ومهامها الجديد ناهيك عن لغة اشد قسوة من ممثلى الجماعات المستهدفة بهجوم السفيرة وفى مقدمتهم بيان المجموعة البرلمانية لحركة عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلى والذى وصفها بانها تجاوز سافر لاساس العلاقات الدولية واستخفاف بدور العراق الاقليمى وتعزز فكرة ان واشنطن تتعامل مع العراق على انه دولة تحت الاحتلال  ولعل الايام القادمة ستكشف عن تداعيات تلك التصريحات هل سيتم التخفيف منها والوسائل لذلك عديدة ومتاحة او الاستمرار فى اجراءات اعتمادها التعيين .