قلب مفتوح

على طريق الزوال

هشام عطية
هشام عطية

الكيان الصهيونى على شفا حرب أهلية، الكل ضد الكل فى دولة الاحتلال، جنرالات الجيش العبرى ضد السياسيين، المتدينون «الحرديم» ضد اليسار والمجتمع كله، منظمة «إخوة السلاح» الصهيونية التى تضم جنودا سابقين تدعو إلى إسقاط الحكومة اعتراضا على إعفاء المتدينين اليهود من التجنيد!

قراءة سريعة فى الصحف العبرية ستجدها لا تخلو من تحليلات ساخنة لقيادات أمنية وعسكرية توجه انتقادات شديدة لنتنياهو الذى أسقط جيش الاحتلال فى أوحال غزة ولا توجد لديه استراتيجية لإنهاء الحرب!

نتنياهو يشن هجوما حادا على قيادات الجيش التى أتخذت قرارا بهدنة تكتيكية فى رفح علم بها رئيس الوزراء الإسرائيلى من الإعلام!
ساعات قليلة ويرد جيش الاحتلال الصاع صاعين لنتنياهو حيث خرج المتحدث الرسمى للجيش (دانيال هاجارى)  إلى الإعلام ليعلن أن تدمير المقاومة ذر للرماد فى عيون الإسرائيليين، لينسف كل تصريحات نتنياهو التى يطلقها منذ السابع من أكتوبر حول تدمير حماس واستعادة الأسرى!

وبين السطور أشار «هجارى» إلى أن الحرب لن تنتهى الا بحل سياسى وبدون ذلك سيظل الجيش يدفع أثمانا باهظة ليعرى فشل نتنياهو السياسى. يكشف حديث هاجارى أيضا عن «تار بايت» وقديم بين الجيش نتنياهو والذى سعى طوال فترات حكمه إلى تهميش المؤسسة العسكرية التى تسعى حاليا إلى تعريته كسياسى فاشل يقود إسرائيل نحو الهاوية من أجل مصالحه الشخصية.

الخلافات امتدت لحلفاء نتنياهو فى واشنطن حيث وصلت العلاقات الأمريكية مع حليفاتها إسرائيل ربما إلى أسوأ مراحلها منذ قيام الدولة العبرية. 

براكين الخلافات المتفجرة فى وجه نتنياهو وصلت إلى اليمين المتطرف بعد حملات التلاسن التى باتت شبه يومية بينه وبين ايتمار بن غفير وزير الأمن القومى الإسرائيلي. 

كل هذا يحدث فى ظل شارع إسرائيلى محتقن يعج بالمظاهرات والإضرابات. 

حسب الواقع المضطرب فى إسرائيل فإن سيناريوهات المستقبل تؤكد أننا سنرى فى المستقبل القريب على الاقل اختفاء لحكومة نتنياهو الإرهابية بينما ستظل إسرائيل على طريق الزوال عاجلا أو آجلا.