صباح الفن

«اللعب مع العيال»

انتصار دردير
انتصار دردير

يجمع فيلم «اللعب مع العيال» بين المخرج شريف عرفة والفنان محمد إمام لأول مرة، ليحقق بذلك حلماً كان يراود الممثل الشاب بالوقوف أمام كاميرات المخرج الكبير الذى مثل مرحلة مهمة فى مشوار والده الزعيم عادل إمام عبر أفلام  الكوميديا السياسية على غرار» اللعب مع الكبار»، «الإرهاب والكباب»، «المنسي»، «طيور الظلام»، «النوم فى العسل»، وكان ثالثهما المؤلف الكبير وحيد حامد رحمه الله.

لايعد فيلم» اللعب مع العيال»جزءا ثانيا لفيلم «اللعب مع الكبار» كما روج البعض عبر مواقع «السوشيال ميديا»، ولا رداً على الفيلم بعد 33 عاما من عرضه، ثمة مقارنات طرحتها مواقع عديدة بين كلا الفيلمين بالرغم من التباين الكبير بينهما، فكل منهما يسير فى إتجاه، والتشابه أن مخرجهما هو شريف عرفة، كما أن الموسيقار مودى الإمام هو من وضع موسيقى الفيلمين.

يتصدى شريف عرفة فى الفيلم لكتابة القصة والسيناريو ليكون أكثر إحكاما على فيلمه بعدما افتقد رفيقه الأقرب وحيد حامد، فيقدم لنا قصة سينمائية أحكم صياغتها وجاء اختيار أبطالها فى أدوار مغايرة عن توقعات الجمهور، راسماً شخصياتهم ببراعة،ومنح مساحة ملائمة لكل منهم، فيختار بطله «علام» مدرسا للتاريخ، ليحمله مسئولية أن يُعلم الأطفال تاريخ بلادهم ليكونوا أكثر وعياً وفهماً وحرصا على أرضهم،  كما يختار شرم الشيخ لينتقل إليها البطل وتشهد أغلب أحداث الفيلم ليؤكد أهمية سيناء التى راقت على أرضها دماء الشهداء، ولعل مشهد النهاية بوقوف أبطاله لتحية العلم المصرى تؤكد براعة توجهه بالفيلم دون خطابه، بل جاء عملا ممتعا وكوميديا يخلو من الإفتعال ومشاهد رائعة لجبال سيناء ودروبها.

يقدم محمد إمام أداء تمثيلياً ناضجاً مختلفاً عن أدواره السابقة، فهو يعبرعن الشخصية ببساطة ويثير الضحك بردود أفعاله، من خلال كوميديا نابعة من الموقف، بعيدة عن الاستظراف، مايضعه فى مكانة جديدة كممثل، كذلك ظهر بيومى فؤاد فى دور بعيد عن الكوميديا لكنه مقنع مثل تجربته فى فيلم «الإسكندراني»، وعليه أن يتمسك بالعمل مع المخرجين الكبار بعيدا عن سياسة الكم التى سيطرت على أفلامه، ويظهر باسم سمرة فى شخصية معقدة وصعبة أجاد تقديمها، فيما تمثل أسماء جلال حصانا رابحا فى السينما، ويؤكد شريف عرفة أستاذيته وخبراته الكبيرة فى كل مشهد بالفيلم.