صدى الصوت

الخوارج والرهان الخاسر

عمرو الديب
عمرو الديب

لفحيح الأفاعى وقع بغيض، وأثر كريه يحاول البعض أن يحوله إلى لحن عام ينتشر فى الآفاق والأنحاء يمجد الفناء، ويغنى للدمار، هكذا يفعل المجرمون، هؤلاء الخوارج المتطرفون الذين تظن قطعانهم أن ما يفعلون هو عين الكفاح متصورين أن التشويش والتشكيك جهاد، وبث الشائعات، والأكاذيب، والأراجيف، أفعال محمودة مثاب عليها، ولا أدرى أى عقل ذلك الذى يمكنه تقبل أن الهدم رسالة مقدسة، وإحراق الديار مهمة أخلاقية، كيف يفكر هؤلاء الموتورون، وأى فكر مريض يحركهم ويدفعهم إلى ارتكاب أشد الجرائم هولًا وقبحًا بغطاء من المبررات المغلوطة التى لا تخدع سوى السُذج، وضعاف العقول، وكلما تقدمنا على طريق الصواب خطوات، انتاب هؤلاء الخوارج الغضب، وتملكهم الحقد، ورفعوا العقيرة بالنباح المزعج المتواصل كالكلاب الضالة فى الزوايا المعتمة، وعندما ترتقى بلادنا فى سلم التحقق والإنجاز يهتاج الخوارج، ويملأون الأفق بنشيج، وفحيح بغيض ينساب كسم الأفاعى فى الآذان محاولًا اختطاف الأدمغة الفارغة، والاستحواذ على الأفئدة الهواء، كى تسقط فى شباك الشك والحيرة حتى يتحول آلاف البسطاء إلى وقودٍ للنيران، نيران أحقاد هؤلاء الموتورين، وسادتهم من المخططين والممولين، حيث تضحى حشود الطيبين سليمى الطوية فى أجواء الفحيح تلك عثرات فى الطرقات ومعول هدم، وتخريب تجذب المسير الجاد الدؤوب إلى الوراء فى الاتجاه العكسى للبناء، وهؤلاء الموتورون يمثلون إرادة الارتداد والتخلى عن الانجازات، كى تقبع أمتنا فى مستنقعات الأزمات تجتر مرارة الإخفاقات المتراكمة كى تلفظ أنفاسها، وتتخلى عن حلمها، ولكن ما يخططون له، ويبذلون من أجله الجهد والأموال والأوقات لن يتحقق لأننا -ببساطة- شعوب تعشق البناء وتقدس النماء.