أتريب.. مدينة مصرية عريقة ومسقط رأس العباقرة

أتريب
أتريب

تقف مدينة "أتريب" المصرية شاهدة على العظمة التاريخية والحضارية لمصر القديمة، حيث أنجبت العديد من عمالقة الهندسة والفكر، منهم المهندس العبقري أمنحتب بن حابو، باني تمثالي ممنون ومعلم الملك إخناتون.

تقع "أتريب" في موقع استراتيجي عند رأس الدلتا في محافظة القليوبية، شمال شرق مدينة بنها، على الضفة الشرقية لفرع دمياط، وتحيط بها مجموعة من المحافظات ذات الأهمية الكبرى في تاريخ مصر.


تحمل "أتريب" بين طياتها تاريخًا عريقًا يعود إلى الأسرة الرابعة المصرية القديمة، التي أسسها الملك سنفرو، تمتعت المدينة بمكانة بارزة في العصور القديمة، حيث كانت جزءًا من الإقليمين الثامن والعاشر من أقاليم مصر السفلى، والمعروفين بـ "رع إياب" و"كم ور". وبرزت "أتريب" في العصرين الإغريقي والقبطي تحت أسماء "أتريبس" و"أتريب" على التوالي.

تحتفظ "أتريب" بتراث أثري غني، رغم تحول معظم آثارها إلى تلال أثرية تحت الزراعات والمنشآت الحديثة في مدينة بنها. من أبرز الاكتشافات الأثرية تمثال من الجرانيت يرجع للأسرة الثانية عشرة، ولوحة حجرية تعود إلى زمن الملك سعنخ تاوي سخم كارع، عُثر عليها في "أتريب" وهي معروضة الآن في المتحف البريطاني.

وتعد أقدم البقايا الأثرية في "أتريب" من عهد الملك أحمس الأول، بالإضافة إلى الإنشاءات المعمارية التي بناها المهندس الشهير أمنحتب بن حابو، الذي ترك بصماته في معبد "أتريب" الشهير. ومن أشهر حكام "أتريب" كان الملك بسماتيك الثاني، المعروف أيضًا بإمارته لسايس ومنف قبل توليه عرش مصر.

كما يوجد في "أتريب" مقبرة الملكة تاخوت، زوجة بسماتيك الثاني، وآثار تخص الملك أبريس والملك أحمس الثاني، موزعة في متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني ومتحف اللوفر والمتحف المصري.

يظل المهندس العبقري أمنحتب بن حابو أحد أهم الشخصيات التاريخية المنتمية لمدينة "أتريب"، حيث كرمه الملك أمنحتب الثالث بتمثال في معبد آمون تقديرًا لإنجازاته الهندسية العظيمة، والتي يتجلى جزء منها في التماثيل الموجودة في المتحف المصري بالتحرير