نحن والعالم

أوروبا لليمين دُر

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

اختلف المحللون حول نتائج انتخابات البرلمان الاوروبى ما بين متفائل تنفس الصعداء لاحتفاظ تيار الوسط والتيار الليبرالى بالأغلبية، ومتشائم أرعبه نجاح الأحزاب اليمينية فى حصد ثلث مقاعد المجلس.

المتفائلون استبشروا خيراً باحتفاظ الأحزاب الوسطية بأغلبية المقاعد ويعولون على الانقسام بين تيارات اليمين الوسطى والمتطرف والتى ستعوق قدرته على تحقيق انحراف فى بوصلة سياسات المجلس الاستراتيجية. فى المقابل يتخوف المتشائمون من الصعود المتنامى لتيار اليمين، ويرون ان الرغبة فى تكريس النفوذ قد تدفع تيارات اليمين إلى التكتل.

والحقيقة ان أكثر ما يخيف فى صعود اليمين فى هذه الانتخابات هو التوزيع الجغرافى له والذى تمركز فى قلب أوروبا فى كل من المانيا وفرنسا وإيطاليا واسبانيا..

ففى فرنسا حقق اليمين المتطرف فوزاً تاريخياً بتصدّر حزب «التجمع الوطنى» ب 31.5% من الأصوات، أكثر من ضعف أصوات حزب «النهضة» الذى يتزعمه الرئيس ماكرون (15.2%).. وفى المانيا سجل حزب المستشار الألمانى أولاف شولتز أسوأ نتيجة له بعد ان حلّ ثالثاً بعد حزب «المحافظين المسيحيين» الذى حصد 30% من الأصوات وحزب «البديل» المتشدد الذى حصد 16%.

وفى إيطاليا تصدر حزب «إخوة إيطاليا» اليمينى المتطرف الذى تتزعمه رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، النتائج بنسبة 27% من الأصوات، فيما حصل شريكاها فى الائتلاف الحكومي، حزب «الرابطة» المناهض للمهاجرين وحزب «فورسا إيطاليا» المحافظ على 10% من الأصوات. كذلك تصدر اليمين المحافظ نتائج الانتخابات فى إسبانيا ممثلاً فى «الحزب الشعبي» الذى حصد 34% من الأصوات متقدماً على الحزب الاشتراكى بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيث..

هذه النتائج التى تعكس عدم رضا الناخبين عن أداء حكوماتهم وانفتاحهم على الخطاب الشعبوى للتيار اليمينى، مؤشر خطير لنجاح خطة اليمين المتطرف للسيطرة على البرلمان الأوروبى والوصول للسلطة فى بلدانهم، وهو ما سيكون له تداعيات مباشرة على عدة قضايا حيوية كالمناخ والأمن والهجرة واللاجئين وحتى القضية الفلسطينية.