قلم على ورق

اليوبيل الذهبى لـ«نفرتارى النقاد»

محمد قناوي
محمد قناوي

خمسون عاما مرت على تأسيس وإطلاق «الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما»، لتكون واحدة من أعرق الجمعيات السينمائية، وشاهدة على تطور صناعة السينما.. نصف قرن مرت على جمعية أهلية كانت السبب الأول والرئيسى فى معرفة مصر بالمهرجانات السينمائية الدولية «القاهرة السينمائى»، والإقليمية «الإسكندرية لدول البحر المتوسط، أسوان للسينما الإفريقية، الإسماعيلية السينمائي، مجاويش السينمائي»، فلم يكن فى مصر قبل إطلاقها إلا مهرجانين محليين للسينما المصرية فقط وهما «المركز الكاثوليكي، وجمعية الفيلم» .

نصف قرن كامل على تأسيس «نفرتارى النقاد» وهى التى اتخذت من صورة الملكة المصرية القديمة شعارا لها، واخذت على عاتقها مهمة تشكيل الثقافة السينمائية والعمل على خلق بيئة جيدة للسينما والسينمائيين المصريين للإطلاع على السينما العالمية ومتابعتها، وفتحت بمهرجاناتها السينمائية نوافذ على سينما العالم بتقديم نحو 4 آلاف فيلما تمثل قارات العالم الخمس، بجهود الآباء المؤسسين لها برئاسة الكاتب والفنان والأثرى الكبير «كمال الملاخ « أول رئيس لها ووصولا للرئيس الحالى الناقد الأمير أباظة، والذين سخروا انفسهم مع أعضاء مجالس الإدارة المتعاقبين على خدمة الثقافة السينمائية وصناعة المهرجانات، وكرمت نحو 550 سينمائيا من مصر والعالم، وألقت الضوء على أفضل التجارب السينمائية.. وبمناسبة اليوبيل الذهبي، أصدرت الجمعية كتابا توثيقيا مهما، يحكى تاريخها وتاريخ مهرجاناتها، منذ أن كانت مجرد فكرة وحتى اليوم يحمل عنوان «نفرتارى النقاد» هو كتاب ملئ بالنجاحات وأيضا ببعض الإخفاقات، وعشرات الحكايات فى الكواليس، تمت كتابتها بصدق وتجرد وموضوعية، وقام بإعداد الكتاب وتوثيقه على مدار عامين الناقد «سمير شحاتة»، بداية من فكرة إنشاء الجمعية من أجل إطلاق مهرجان سينمائى «القاهرة» والتى انطلقت فى صيف 1973 فى العاصمة الألمانية برلين من «كمال الملاخ ورفاقه» ، ويوثق الكتاب إنشاء مهرجان القاهرة السينمائى الذى اختطفته وزارة الثقافة بعد 8 دورات،ومهرجان الاسكندرية السينمائى، فى العام التالى لانطلاق القاهرة، ومهرجان أسوان للسينما الإفريقية الذى سحبه عبد الحميد رضوان وزير الثقافة وقتها وأسنده لأكاديمية الفنون، ومهرجانى مجاوش والإسماعيلية السينمائي.
يوثق الكتاب كل اجتماعات مجالس إدارات الجمعية ودورات مهرجان الأسكندرية لسينما البحر المتوسط من خلال محاضر الاجتماعات وصور لدورات المهرجان المختلفة والأزمات والنجاحات والإخفاقات بمنتهى الموضوعية ليكون الكتاب شاهدا على نصف قرن من تاريخ السينما المصرية ممثلا فى الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.