نسمات الرحمة الخيرية بالدقهلية.. إطلاق قوافل الخير لجبر خواطر أهالينا في الصعيد وبحري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تميزت فى خدمة البسطاء بطابع خاص، فهى تقدم أفضل ما لديها لجبر الخواطر وإدخال السعادة على قلوب البسطاء، وكأنها اقسمت على نفسها أن تسعد الجميع مهما طالت الرحلة أو بلغت تكلفتها، إنها مؤسسة “نسمات الرحمة” للأعمال الخيرية بالدقهلية، التى لا تعرف المستحيل فى فعل الخير، فمنذ خروجها للنور قادت قوافل الخير تجوب بها البلاد طولا وعرضا، لا تبالى بمشقة السفر لأقصى الصعيد ولا عناء الوصول للقرى الحدودية.. جميع من فيها متسلح بعقيدة لا تلين وإصرار لا يعرف الفتور على فعل الخير، وجبر خاطر كل من يلجأ إليهم، والوقوف بجواره حتى تقضى حاجته، أو يصبح لديه مصدر رزق ثابت.

اللواء الإسلامى التقت بالحاجة إقبال ياسين، رائدة العمل الخيري، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة، التى قالت إن “نسمات الرحمة” واحدة من بين عشرات المؤسسات التى اسستها على مدار تاريخها الحافل بالعطاء لرحلة امتدت أربعون عاما فى خدمة البسطاء ورقيقى الحال، لتكون بمثابة الحصن الذى يحميهم من قسوة الحياة، والملاذ الأمن الذى يقيهم الفقر والعوذ.

اقر أ أيضًا | لبيك اللهم لبيك.. رسالة شكر من الأراضي المقدسة للرئيس السيسي

دعم آلاف الأسر
مشيرة إلى أن أهداف المؤسسة ترتكز على خدمة أهل الخصاصة وتوفير عيشة كريمة تليق بآديمتهم، وهو ما نجحت فى تحقيقه من خلال الوصول لآلاف الحالات المهمشة داخل محافظات الجمهورية وتلبية احتياجتها بالكامل من مأكل ومشرب وتعليم وصحة، كما قدمت العديد من البرامج التى ساهمت فى تنمية المجتمع الريفى على وجه الخصوص، من خلال إقامة العديد من المشاريع والمرافق الخدمية، مثل تركيب محطات مياه التحلية، وتوصيل المياه لمنازل المواطنين، فضلا عن إعادة إعمار المنازل المتهالكة وتزويدها بالأجهزة المنزلية، إلى جانب دورها المهم فى دعم المستشفيات وتزويدها بالمعدات الطبية، ومستلزمات العمليات الجراحية وأجهزة التنفس الصناعي، ولم تغفل العملية التعلمية حيث تحرص مع بداية كل عام دراسى على عمل أبحاث للطلاب المتعرثين ودفع المصاريف الدراسية، لتشجيعهم على الأستمرار فى التعليم وعدم التسرب منه.

وأوضحت أن المؤسسة تهتم بوضع خطط مسبقة لدعم قرى بالكامل من خلال النزول على أرض الواقع ودراسة احتياجها لتوفير الخدمات التى تحتاج إليها فى الصحة والتعليم أو المرافق الحيوية، مشيرة إلى أن ذلك يأتى فى دور المؤسسة التنموى الذى يهدف إلى تنفيذ مشاريع التنمية المستدامة التى تحقق رؤية الجمهورية الجديدة للحاق بركب الدولة المتقدمة.



وأكدت أن المؤسسة نجحت فى دعم مشاريع التنمية المستدامة على مستوى الجمهورية من خلال تنفيذ مشاريع بملايين الجنيهات، إلى جانب المشاريع الجارى العمل فيها، كما أنها تستعد لدراسة العديد من المشاريع الأخرى التى سوف يتم البدء فيها فور الأنتهاء من دراستها بشكل وافى وتوفير الدعم المالى المستحق لتنفيذها.

وأضافت ياسين أنها وكل العاملين فى حقل العمل الخيرى مدينين بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على دعمه للعمل الخدمى وما قدمه من دعم معنوى شجع الجميع على المنافسة فى تنفيذ برامج العمل الخيرى وخروجها فى أفضل صورة، مؤكدة أن ما شهده المجتمع من نشاط ودعم للأسر الفقيرة والأولى بالرعاية غير مسبوق ويعود الفضل فيه لدعم القيادة السياسية ودعوة الرئيس لرموز العمل المجتمعى لحضور الفعاليات والأنشطة التى تقيمها الدولة للمشاركة فى حوار وطنى بناء تشارك فيه جميع طوائف المجتمع وممثليه لتحقيق رؤية مصر 2030، موضحة أن كل ذلك ساهم بشكل كبير فى تحقيق طفرة تنموية غير مسبوقة، عاد مردودها الإيجابى على المواطن الذى أدرك حجم الإنجازات التى حققها المجتمع المدنى على أرض الواقع وطالب بضرورة دعمها لمواصلة رحلة عطائها.. وطالبت رئيس مجلس إدارة نسمات الرحمة الخيرية، كل مقتدر للمشاركة فى دعم الأنشطة الخيرية التى تستهدف الفئات المهمشة للقضاء على الفقر لكى ينعم المجتمع بحياة هادئة خالية من الأحقاد والأضغان التى تتسبب بشكل كبير فى انتشار الجريمة، مؤكدة أن العدالة الإجتماعية وتحقيق مبدأ التكافل المجتمعى من شأنه القضاء على كل ما ينغص على المجتمع صفو استقراره، كما أنه يساهم فى تقدم المجتمع، ويقضى على كل مظاهر السلبية.

ودعت إلى ضرورة اهتمام الدولة بتثقيف الطلاب فى مراحل التعليم المبكرة من خلال إضافة مادة متخصصة لتعزيز ثقافة العمل التطوعى فى نفوس النشء، وحثهم على المشاركة فيه، فضلا عن مشاركة الأسرة فى دعم هذه التجربة المهمة والملهمة التى ترى أن انتشارها مهم جدا خاصة فى المجتمعات النامية للقضاء على كل مظاهر السلبية، والمضى قدما لبناء المجتمعات والنهوض بها.

رحلة عطاء
وذكرت أن تجربتها فى العمل الخيرى الذى خاضت غماره منذ اربعين عاما ملهمة للغاية، حيث أنها نشأت فى أسرة محبه لهذا العمل وبعد الانتقال لمنزل الزوجية قررت تخصيص جزء من وقتها لدعم هذه التجربة وهو ما نجحت فيه بالفعل، وجعلت أبنائها يشاركن فيه من خلال تعوديهم على ثقافة العطاء، مبينه أن ابنائها يحرصن بشكل كبير على التبرع فى كل المناسبات بل والتخلى عن كل ما يفيض عن احتياجاتهم للمستحقين، حتى بعد استقلالهم وتكوين منازل خاصة بهم لم يتركوا هذه العادات التى نشأنا عليها وأخذوا فى زرعها فى نفوس ابنائهم، حتى اصبحت أسرتها الكبيرة لا تتخلى عن هذه الشعيرة المهمة التى دعانا إليها ديننا الحنيف فى أى وقت وفى جميع المناسبات.



وعن أهم الأنشطة التى تقوم عليها المؤسسة فى الآونة الأخيرة، نوهت إلى استعداد نسمات الرحمة لتوزيع اللحوم على مئات الأسر المستحقة فى عيد الأضحي، فضلا عن الإعداد لإطلاق عشرات القوافل الطبية التى تستهدف الصعيد والمحافظات الحدودية، وجارى الانتهاء من تركيب عشرات وصلات المياه، وتوزيع الكفالات على الأسر الأولى بالرعاية، إلى جانب الأستعداد لتنفيذ عددا كبيرا من الكامبات التى تستهدف القرى الأكثر فقرا لتنفيذ عدد من المشاريع التنموية، وعلاج أصحاب الأمراض المزمنة.

وأشارت ياسين إلى رحلة عطائها فى التكفل بالأيتام ورعايتهم حيث إنها تبنت على مدار مشوارها الخيرى العديد من هؤلاء الأطفال داخل دور رعاية الأيتام التى أنشأتها وجهزتها على أعلى مستوى لتوفير سبل الراحة للأيتام إلى جانب توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والاهتمام بأدق تفاصيل حياتهم، واستمرارهم داخل الدور حتى تخرجهم فى الجامعة، كما اهتمت بتزويج الفتيات اليتيمات وساهمت فى زواج المئات من اليتيمات وغير المقتدرات.

قوافل طبيعية
وأضاف متولى العمريطي، المدير التنفيذى للمؤسسة، أن علاج المرضى يأتى على رأس أولويات البرامج التى يتم الأعتناء بها، مشيرا إلى استمرار القوافل الطبية التى تطلقها المؤسسة لجميع المحافظات، والتى تشتمل فى الغالب على جميع التخصصات وتوفير الدواء بسعر رمزي، فضلا عن توفير العلاج شهريا لأصحاب الأمراض المزمنة، والمساهمة فى تحمل نفقات العمليات الجراحية للحالات الأكثر فقرا، كما أنه جارى الأنتهاء من تجهيز دار ضيافة بمنطقة شبرا الخيمة لأستقبال أصحاب الأمراض المزمنة وذويهم للتخفيف عن كاهل المرضي، وقال إنه من المتوقع استمرار المؤسسة فى دعم هذا النوع من الخدمات من خلال الأستعداد لتأسيس أكثر من دار ضيافة فى عدة مناطق لأستضافة أصحاب الأمراض المزمنة، وهناك تصور لتزويد هذه الأماكن بمطابخ خيرية لتوفير الطعام مجانا.

مشاريع صغيرة
ونوه العمريطى إلى الدور المهم الذى تقوم به المؤسسة فى توفير سقف حماية للبسطاء وأهالينا رقيقى الحال من خلال تدريب الأيدى العاملة على الحرف اليدوية وتدريب السيدات على فن الكيروشيه والحياكة، وتوفير المعدات والأدوات اللازمة عقب انتهاء الدورات، مشيرا إلى أن نسمات الرحمة نجحت فى توفير مئات المشاريع متناهية الصغر للمستحقين لها، لتوفير دخل ثابت يقيهم الفقر والعوذ، كما أنها تحرص على المتابعة الدورية لأصحاب هذه المشاريع للتأكد من جدية المستفيدين، ووصول الدعم لمستحقيه.

وذكر أن المؤسسة لم تغفل الجانب المعيشى لأهالينا البسطاء، وإنما تحرص بشكل كبير على التدخل العاجل لتوفير الدعم اللازم للأسرالمتضررة من خلال إحلال وتجديد المنازل المتهالكة، وعلاج المرضي، مبينا أنه تم أنفاق ملايين الجنيهات على إعادة إعمار مئات المنازل المتهالكة وتوفير الأثاث اللازم للمعيشة، كما أنها تدخلت بشكل فورى لتحمل نفقات المرضى داخل المستشفيات، وإجراء العمليات الجراحية العاجلة.

تنمية مستدامة
وتابع المدير التنفيذى للمؤسسة، ملخصا دورها بالغ الأهمية فى تبنى حملات سقيا الماء وبناء الآبار، وإنشاء محطات التحلية، لافتا إلى أنهم نفذوا مشاريع كبرى لتوفير مياه الشرب النظيفة استفادت منها مئات القرى المنتشرة على مستوى الجمهورية، وساهمت فى القضاء على الأمراض السارية التى كانت تتسبب فيها مياه الشرب الملوثة، مبينا أن آلاف الأسر كانت تعيش مأساة حقيقية قبل تدخل المؤسسة لحمياتهم من خطر الأمراض الفتاكة وتوفير مياه الشرب الصالحة. 

وذكر أن نسمات الرحمة أهتمت بالعملية التعليمة من خلال القضاء على الأمية وتوفير الكفالات الشهرية التى تعين الأسر على تعليم أبنائها وعدم تسربهم الدراسي، فضلا عن توفير الملابس الجديدة ومستلزمات الدراسة مع بداية كل عام دراسى جديد، إلى جانب إقامة معرض سنوى متنقل يجوب القرى والنجوع لتوفير الملابس للبسطاء.

قال إن نسمات الرحمة لها أيادى بيضاء فى المشاركة فى المواسم والأعياد حيث أنها تشارك بشكل كبير فى دعم آلاف الأسر خلال شهر رمضان من خلال توزيع شنط المواد الغذائية وتوزيع الوجبات الجاهزة على الأسر وفى الأماكن العامل وداخل المستشفيات والمراكز الطبية، كما أنها تقوم بنحر الذبائح وتوزيع لحومها على المستحقين.