وادي حميثرة.. محط أنظار محبي الشيخ أبو الحسن الشاذلي في ذي الحجة

وادي حميثرة
وادي حميثرة

في شهر ذي الحجة، يشهد وادي حميثرة توافد العديد من محبي الشيخ أبو الحسن الشاذلي، القطب الصوفي الكبير وحارس جبال الصعيد.

هذا الوادي، الذي كان يوصف قديما بأنه مكان يعج بالضباع، أصبح اليوم مقصدا للزوار الذين يبحثون عن الروحانية والسكينة.
 

اقرأ أيضا | صور|الاستعداد لاستقبال مولد الشيخ الشاذلي بحملة رش لمكافحة الأمراض

وُلد الشيخ أبو الحسن الشاذلي في عام 571 هـ بالمغرب الأدنى، وتحديدا في بلدة شاذلة بالقرب من تونس.

تلقى تعليمه الديني على أيدي شيوخ تونس، حيث برع في علوم الشريعة، النحو، التفسير، الحديث، وعلم الكلام.

كانت رحلاته الروحية والتعليمية عديدة، وبدأت من تونس مروراً بالقيروان والعراق، وانتهاءً بمصر حيث استقر في الإسكندرية.
 

الدكتور محمد سيد نور، الباحث في التراث، يصف الشيخ أبو الحسن الشاذلي بأنه كان آدم اللون، نحيف الجسم، طويل أصابع اليدين، وفصيح اللسان. كان يفضل ارتداء الملابس الفاخرة ويبتعد عن الزى التقليدي للصوفية، معتقداً أن اللباس يكشف عن سر صاحبه.

في سنواته الأخيرة، فقد الشيخ أبو الحسن الشاذلي بصره. تذكر الروايات أن السبب وراء ذلك كان حادثًا وقع خلال إحدى رحلاته الروحية، فيما أشار الأستاذ السندوبي إلى أن السبب كان داءً ماديًا أصاب عينيه بالماء.

بدأ الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحلاته الروحية في سن مبكرة، حيث زار تونس وأخذ عن شيوخها، ثم انتقل إلى العراق والتقى بطائفة من الصالحين. بعد عودته إلى المغرب، صحب الشيخ عبد السلام بن مشيش الذي أثر كثيرًا في تكوينه الروحي. بناءً على إشارة روحية تلقاها في منامه من الرسول محمد، انتقل الشيخ إلى مصر، حيث استقر في الإسكندرية.


استقر الشيخ أبو الحسن الشاذلي في الإسكندرية، واتخذ من جامع العطارين مكاناً لإلقاء دروسه. كانت دروسه تجذب العديد من العلماء والفضلاء، حيث كان يُعَلِّمُ مبادئ الشريعة وسبل الحقيقة. كان الشيخ يشجع تلاميذه على السعي والعمل، ويكافح الجهل والرضا به.


توفي الشيخ أبو الحسن الشاذلي في السادس من شوال عام 656 هـ أثناء تأديته الصلاة في وادي حميثرة، حيث دفن هناك. روايات عديدة تشير إلى تفاصيل وفاته، منها ما يرويه ابن بطوطة عن استصحابه للأدوات اللازمة لتجهيز الميت، مما يشير إلى علمه بقرب أجله.