ماشى الحال

عصام بصيلة

محمد صلاح الزهار
محمد صلاح الزهار

وسيظل اسم الأستاذ عصام بصيلة فى مقدمة قائمة أسماء أعز الأساتذة الذين عايشتهم على مدى مشوارى الصحفى بجريدة الأخبار، وتقديرى له دفعنى أن أبدأ بحكايتى معه سلسلة حكايات بعنوان «ناس فى المشوار» سأرويها هنا تباعا.

الأستاذ عصام بصيلة كان كاتبا صحفيا وناقدا فنيا كبيرا، وكان يرأس قسم الإذاعة والتليفزيون أول مكان بدأت فيه العمل محررا تحت التمرين قبل واحد وأربعين عاما، وقدمنى له الناقد الفنى الكبير عاطف سليمان (مدير تحرير الأخبار حاليا)، وتلك قصة سأرويها فيما بعد.. كان من بين مهامى التوجه إلى مبنى التليفزيون بالتناوب مع باقى المحررين على مدى أيام الأسبوع لإحضار تفاصيل برامج قناتى التليفزيون الوحيدتين آنذاك، وكذا تقديم الأخبار للنشر بالجريدة.. منذ بدايات عملى معه كان الأستاذ عصام يوصينى بمداومة القراءة والاطلاع ودوما كان يشيد بى مبشرا بأنى سأكون صحفيا متميزا.. حينها تصادف بدء امتحانات آخر العام فى كلية الحقوق وتصادف كذلك أن حصل جميع الزملاء المحررين على إجازات، ما تطلب ذهابى إلى مبنى التليفزيون يوميا بعد أداء الامتحان بالكلية، حينها لم نكن نتقاضى أية مكافأة وعلم الأستاذ عصام بصيلة بما سأقوم به فما كان منه إلا أن مد يده فى جيبه وأخرج 20 جنيها وأصر على أن يعطينى إياها. وذات يوم وبعد ثلاثين عاما تقريبا بعد أن أصبحت صحفيا محترفا، التقيت الأستاذ عصام بصيلة على باب مبنى أخبار اليوم، كان ينتظر السيارة لتوصيله إلى منزله، فاقتربت منه وعرضت عليه توصيله بسيارتى، فى البداية رفض وأمام تمسكى وافق، وفى الطريق ذكرته بقصة الـ 20 جنيها التى أعطانى إياها من جيبه عندما كانت محررا تحت التمرين، وبالطبع لم يتذكرها ولكنى ضحكت وقلت له إننى أوصلك الآن بتلك العشرين جنيه!