إنها مصر

«الإخوان.. حتى النفس الأخير!»

كرم جبر
كرم جبر

مخطئ من يتصور أن المواجهة مع الجماعة الإرهابية قد انتهت، وأنهم راجعوا أنفسهم واعترفوا بخطئهم، واندمجوا تحت مظلة الهوية الوطنية لجميع المصريين.

لم يحدث ذلك والدليل هو الكتائب الإليكترونية والمنصات الإخوانية التى تبث الشائعات والأكاذيب لإشعال الفتن ومحاولة استعادة أجواء الفوضى.

المواجهة تتطلب إعلان حالة «اليقظة القصوى»، صحيح لدى المصريين حاسة استشعار، لكشف الشائعات التى يروجونها كل يوم، ولكن «استحلال الكذب» منهج راسخ فى أيديولوجيات الجماعة الإرهابية، ولا ننسى أن الجماعة تغلغلت تحت جلد المجتمع بأكاذيبها المستمرة، ومثلها الصارخ استنكارهم لمحاولات اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى المنشية «26 أكتوبر 1954»، وظلوا طوال عشرات السنين يقسمون بأغلظ الأيمان، إنها مؤامرة للتخلص منهم، ولكن بعد أن اختطفوا السلطة فى 25 يناير، اعترفوا بالجريمة، وتغزلوا فى مرتكبيها وبطولاتهم.

وغير ذلك عشرات الجرائم التى أنكروها، ثم عادوا للاعتراف بها والتفاخر بارتكابها بعد استيلائهم على السلطة، وأنكروا تماماً المراجعات التى تمت مع قادتهم فى السجون.

منهجهم الكذب المستمر، ولم ينكشف هذا الغطاء إلا بعد أن جرَّب الناس بأنفسهم، وكان مستحيلاً أن يقتنعوا أن هؤلاء الناس الطيبين كذابون، وأن أنهارهم لن تفيض عسلاً، ولن يأتى المن والسلوى، إلا بعد أن شاهدوا بأعينهم.

وكما تغلغل الإخوان بالكذب انتحروا أيضاً بالكذب، عندما انطلق قادتهم ينشرون بين المصريين أكاذيب لا تنتهى، العريان وأبو بركة وصفوت حجازى والشاطر وغيرهم، حتى سقطت الأقنعة.

وتجسدت المهزلة - مثلا - فى أكاذيب صفوت حجازى «بالملايين على القدس رايحين»، ولم يستح وهو يزايد على المشاعر الوطنية، بينما رئيسه يصف شيمون بيريز بـ «عزيزى وصديقى العظيم»، وبينما كان أبناء مصر الأبرار يستشهدون فى سيناء على أيدى عصابته.

كان مستحيلاً أن تصمد أكاذيبهم أمام وعى المواطنين البسطاء الذين اكتشفوا أن الإخوان يكذبون كما يتنفسون، فلبست الحقائق قبضة حديدية وأطاحت بالكذابين خارج قصر الحكم.

وهل تذكرون «طائر النهضة» الذى بشر به مرسى، و«أنهار العسل» التى وعد بها العريان فأصبحت «مية نار»؟، ومرسى الذى امتدح الطوارئ زاعماً أنها مذكورة فى القرآن وهو يجلس على كرسى الحكم، بينما هو وجماعته كانوا الأكثر شجباً وبكاءً على أطلالها وهم خارج السلطة.. وأسلوب ممنهج يتم استدعاؤه فى كل المواقف.

الكذب جزء من البنيان الفكرى للإخوان وتبسيط الأكاذيب والإلحاح بها وتكرارها فربما يصدقها الناس، ولكن انقلبت عليهم ألسنتهم وعجلت بنهايتهم، وشيدت بينهم وبين الناس جداراً سميكاً من عدم الثقة، واخترعوا فزاعات يصعب حصرها لمحو الحقائق وتمرير الجرائم، ولن يتخلوا عن ذلك حتى النفس الأخير.