في مشهد يعكس التناغم والدقة، تطير أسراب الطيور المختلفة دون أن تتصادم رغم كثرة أعدادها.
وأظهرت دراسة حديثة أن الطيور تمتلك نظاماً فريداً لتفادي التصادم، حيث تنحرف طيور الببغاء إلى اليمين عند مواجهة عقبة، مما يضمن سلامتها وسلامة باقي السرب.
وتتميز الطيور بقدرتها على الطيران في أسراب كبيرة دون أن تصطدم ببعضها البعض، وهو ما أثار اهتمام العلماء، فإن طيور الببغاء تمتلك استجابة فورية وفعالة لتجنب التصادم أثناء الطيران، يلاحظ العلماء أن الببغاوات تنحرف دائماً إلى اليمين عندما تواجه عقبة في طريقها، ما يعكس وجود استراتيجية متطورة لتفادي التصادم، وفقاً لدراسة نشرتها "روسيا اليوم".
وأشار البروفيسور مانديام سرينيفاسان من جامعة كوينزلاند في أستراليا، إلى أن الطيور طورت هذه الاستراتيجية للحفاظ على سلامتها. التجارب أظهرت أن الطيور تستطيع اكتشاف التصادم المحتمل وإجراء التصحيح اللازم في زمن قدره 0.42 ثانية فقط. هذا النظام يشبه إلى حد كبير "نظام السير" الخاص بالطيور، حيث أن الببغاوات تتجنب الاصطدام عن طريق الانحراف إلى اليمين، بينما يتجنب النحل الاصطدام بالانحراف إلى اليسار، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطيور تعديل ارتفاع طيرانها كإجراء إضافي لتجنب العقبات.
العالم الإيطالي أندريا كافاجنا، أضاف بعداً آخر لهذه الظاهرة من خلال دراسته لطيور الزرازير. اكتشف كافاجنا أن هذه الطيور تمتلك نظام تواصل متطوراً يمكنها من إرسال إشارات في جزء من الثانية لتنبيه أقرانها وتوجيهها بعيداً عن الخطر أو العقبات. هذا التواصل السريع والفعال يساعد الزرازير على الحفاظ على تماسك السرب وتجنب الاصطدامات.
إن فهم هذه الاستراتيجيات المتقدمة لدى الطيور لا يعكس فقط براعة تصميمها الطبيعي، بل يمكن أن يلهم أيضاً تطوير تقنيات جديدة لتفادي التصادم في المركبات الجوية والبريّة. نظام السير الفريد الذي تمتلكه الطيور يعزز من قدرتها على الطيران بأمان في أسراب كبيرة، مما يتيح لها التنقل بحرية وثقة في بيئاتها المتنوعة. هذا التناغم الطبيعي بين أفراد السرب يظل أحد أعظم الأمثلة على التكيف والتواصل في عالم الحيوان.
