أول سطر

حكاية مزرعة الغزلان

طاهر قابيل
طاهر قابيل

 بالقرب من مدينة أسوان وعلى الضفة الشرقية لنهر النيل توجد جزيرة مساحتها ألف كيلومتر مربع ومالكها الأصلى كان يقيم بها وتركها وسافر إلى الخارج بعد العدوان الثلاثى على مصر فانتقلت ملكيتها للدولة فغيرت اسمها بأحد الأسماء التاريخية المصرية القديمة.

 فى ثلاثينيات القرن الماضى أقام رجل يدعى عاداة كشبة بالجزيرة وبنى بها فيللا وحوّلَ الأرض حولها إلى مزرعة لتربية الغزلان وقام بزراعة أشجار كثيفة نادرة فأصبحت بشكل الغابة وبعد ذلك بسنوات آلت الجزيرة للشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق التى أنشأت حمام سباحة وحولت الفيللا إلى فندق يتسع لإقامة 90 فرداً فى الليلة..

وبمرور الأيام تم تأجيرها لشركة نوادى البحر المتوسط الفرنسية التى ركزت اهتمامها على حمام السباحة وطورته وقامت الشركة ببناء محطة مياه وتولت تشغيل الفندق وإغلاقه أثناء غزو العراق بسبب ضعف النزلاء.. وتم طرح الفندق للبيع وأرض الجزيرة لحق الانتفاع وتقدمت 3 شركات للشراء ورست على إحداها بمبلغ 15 مليون جنيه وسددت الشركة 25% من الثمن عند إخطارها بالموافقة على أن تدفع الباقى عند توقيع العقد وحق انتفاع للأرض لمدة 35 عاماً قابلة للتجديد تلقائياً لمدد مماثلة بزيادة سنوية 1% عن المدة الأولى و2% عن الثانية وتطوير وتجديد الفندق وإقامة توسعات إلى 156غرفة.

 وفجأة تقدمت الشركة بطلب ترخيص لهدم الفندق المسجل مبنى ذا طراز معمارى مميز وعقدت لجنة هدم المبانى والمنشآت غير الآيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعمارى جلسة واستبعدته من السجل وإصدار ترخيص بهدمه وبناء ثلاثة مبانٍ خاصة بالفندق وحمام سباحة وتم هدم الفندق وتسويته بالأرض وقطع الأشجار المحيطة فاعترضت إحدى الشركات المنافسة مؤكدة أن العقد لا يعطى الحق فى الهدم والبناء وتم التوصل إلى اتفاق بتعديل مكونات المشروع بإقامة أجنحة فندقية بحمامات سباحة وزيادة حق الانتفاع السنوى إلى مليون جنيه وتسديد أي تعويضات تطلب من المستثمرين المتنافسين الذين تقدموا بعروض المزايدة وتوقف المشروع بعد هدم التاريخ فى جزيرة آمون بمحافظة أسوان! .. وللحديث بقية.