بوضوح

الدنيا نار

شريف خفاجى
شريف خفاجى

هوه فيه إيه، حرارة الجو لا تطاق، درجات الحرارة التى تحيط بنا من كل جانب لم نعهدها من قبل، ولم تكن بهذه القسوة، هى تكوينا وتحرق جلودنا، وليست المشكلة فى ارتفاع درجات الحرارة فقط، وإنما لا يوجد أكسجين فى الهواء، بل لا يوجد هواء من أساسه. وإذا كان فصل الصيف مازال فى بدايته، فكيف سيكون الحال فيما هو قادم.


طول عمرى أكره الشتاء واعتبره فصل الأمراض والإصابة بنزلات البرد، خاصة أننى كنت مصاباً دائماً بالتهاب اللوزتين، حتى أجريت عملية جراحية لاستئصالها فى المرحلة الثانوية، كما أننى بطبعى أخاف من السماء عندما تتكاثر فيها السحب والغيوم، ينقبض قلبى ويمتلأ بالخوف والرهبة دون أى أسباب، وعلى النقيض، فأنا كائن صيفى، أحب فصل الصيف وأعشق أيامه ويرتبط الصيف عندى من مرحلة الصغر بالإجازة وفرحة السفر إلى المصيف مع الأسرة والأقارب كل ذلك تلاشى اليوم فلم أعد أحب الصيف لا من بعيد ولا من قريب وأتمنى رحيله، ولعلها المرة الأولى فى حياتى التى أتمنى فيها مجيء فصل الشتاء بزعابيبه كما اعتدنا أن نطلق عليه، تحمل صقيعه وأمطاره سيكون أهون ألف مرة من الصيف وقسوة ناره التى تكاد تحرقنا فى عز النهار والليل، فلم يعد يفرق معه وقت.


فلترحل يا صيف ولتأخذ معك كل مباهجك، إن كان بقى منها شيء، حتى أمراضك أصبحت أكثر من أمراض الشتاء.
الأمر الغريب هو الارتفاع المستمر فى درجات الحرارة، فهى لا تنخفض ولكنها ترتفع فقط، وكلما تنبأت الأرصاد بانخفاض فى الحرارة، تسارع بالتنبيه باستمرار الموجة الحارة وتفاقمها.


فلترحل أيها الصيف غير المرغوب فيه، فلترحل بلهيبك ونارك إلى غير رجعة. وأهلا بالشتاء.. ننتظر قدومك على أحر من الجمر.