بدون إزعاج

بلاغ من المجنى عليه إلى مدير أمن الجيزة

مصطفى عدلى
مصطفى عدلى

اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة هذا آخر سطر فى محضر عن رواية حقيقية لم أكن يوما أصدقها لكنى عشتها فى واقع أخشى أن أخرج بعاهة مستديمة

أكتب إليكم من هنا، حيث طوارئ مستشفى حاول أطباؤها ترميم هذا الجرح الغائر فى ساعد يدى اليمنى، أكتب إليكم حيث الواقع الذى نستحى منه، أتقدم اليوم بأول محضر إثبات حالة على احدى صفحات جورنال عتيق، لا أدرى هل يشفع أن يتحرى أحدهم صدق حبره ومرارة مفرداته قبل أن يكون الرد أنه بلاغ كيدى معتاد. محضر أبعث به للواء هشام أبو النصر مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن الجيزة. قلمى لا يُجيد تلك الدباجة المعهودة فى محضر الشرطة لكنى تعلمتها جيداً بعد ساعات قضيتها بين جدران قسم الهرم.


بسم الله الرحمن الرحيم
 أحرر أنا المجنى عليه مصطفى عدلى الصحفى بجريدة الأخبار محضرا يحمل رقم ٢٩٣١٦ جنح الهرم لعام ٢٠٢٤ ضد مسجل خطر معلوم اسمه وعنوانه وسيرته غير الحسنة والملوثة بدماء الكثيرين غيرى، سيادة اللواء هشام أبو النصر تحركت فى تمام الساعة ١١:٤٠ دقيقة مساء الاثنين أمس الأول من جريدتى فى مبنى دار أخبار اليوم بعد يوم عمل طويل شاق.


فى طريق عودتى المعتاده إلى حيث أقيم بطريق كعبيش من المريوطية فيصل، صادفته مشاجرة كلامية لكنها تحولت فى لحظة لمعركة غير آدمية ألحقت الضرر بسيارتى، وهنا فتحت الباب للإطمئنان عليها فى لحظة هدنة بين طرفى المشكلة الذين لا أعرفهم.


دقيقة واحدة من نزولى من سيارتى وكلمة عتاب ملخصها «استهدوا بالله نحن فى أيام مفترجة» تحدثت بها لا أعرف والله أنها باتت فى قاموس هؤلاء اعتداء لفظيا، هنا ظهر هذا الشخص بجلباب رمادى وسيف يتجاوز طوله الذراع، أقسم لك هى المرة الأولى التى أرى فيها ملامحه ودون سابق إنذار قام بتوجيه ضربة شخص متمكن من أدواته ليحدث قطعا غائرا فى يدى اليمنى وصل لـ ١٥ سم.


«السكينة سرقاه»
 فقط وقتها عشت تجربة مقولة «السكينة سرقاه» اختفى فى لمح البصر وتحركت بسيارتى والدماء تسيل من يدى حتى وصلت لمستشفى دار الفؤاد فى تمام الواحدة صباحا فى محاولة لإعادة ترميم مستقبلى المهنى المهدد بعد هذا الجرح الذى قد يؤثر على أعصاب يدى وبالتالى يتوقف قلمى عن الكتابة وحتى استخدام «الكمبيوتر» وكل هذا بسبب مسجل خطر فقط خرج من ساعات من محبسه ليمارس بلطجته فى الشارع ويستعرض مهاراته فى استخدام الأسلحة البيضاء على المواطنين.


بعد جهد مشكور من الأطباء وأكثر من ساعة ونصف الساعة من محاولتهم المحمودة خرجت وتوجهت لقسم شرطة الهرم بتقرير طبى مفصل وكانت المفاجأة أن واقع الأمر معلوم للجميع هناك والمتهم لديه سجل من الجرائم، استقبلنى من ضباط المباحث أحمد فراج ووعدنى أن هذا المتهم لن يفلت من العقاب.


هنا دقت عقارب الساعة الخامسة والنصف صباحا وكان عليّ مغادرة القسم لراحه ساعتين أو ثلاث حيث الارتباط بتغطية حدث صحفى مهم.
اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة هذا آخر سطر فى محضر عن رواية حقيقية لم أكن يوما أصدقها لكنى عشتها فى واقع مخيف.
كتب هذا الموقف بتوقيع المجنى عليه مصطفى عدلى ولدى ثقة فى أن حقى لن يتأخر كثيراً وسيتم القبض على المتهم قبل أن يواجه غيرى نفس المصير ولا يملك حتى صرخة الاستغاثة التى تمكنت أن أقدمها لكم بحكم عملى الصحفى.