إيطاليا تهز موازين القوى.. انتخابات البرلمان الأوروبي تشعل الصراع

رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني
رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني

في يوم حاسم قد يغير مسار الاتحاد الأوروبي، توجه الإيطاليون إلى صناديق الاقتراع، ليكونوا أوائل الدول الكبرى التي تدلي بأصواتها في انتخابات البرلمان الأوروبي.

ووسط توقعات بتصدر الأحزاب اليمينية المتطرفة للمشهد السياسي، تلوح في الأفق احتمالات بأن تلعب زعيمة اليمين المتطرف الإيطالي جورجيا ميلوني دوراً حاسماً في تشكيل موازين القوى داخل مؤسسات الاتحاد.

اليمين المتطرف يكسر الصمت

رغم أن التوقعات لا تزال تشير إلى بقاء التيار الوسطي القوة الأكبر داخل البرلمان الأوروبي الجديد، إلا أن المحللين يتوقعون أن تحقق الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب كبيرة، قد تصل إلى ربع مقاعد المجلس، وتأتي هذه الانتخابات في ظل تنامٍ ملحوظ لشعبية هذه الأحزاب في العديد من الدول الأوروبية.

دور إيطاليا المحوري

تكتسب إيطاليا، التي تحظى بـ 76 مقعداً من إجمالي 720 مقعد في البرلمان الأوروبي الجديد، أهمية خاصة في هذه الانتخابات، فوفقاً لاستطلاعات الرأي، يتوقع أن يحصل حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف بزعامة ميلوني على ما يقرب من 27% من الأصوات، في ارتفاع كبير عن نسبة 6.4% التي حصل عليها في 2019. وبهذه النتائج، قد تصبح ميلوني بمثابة "صانع الملوك" الذي يقرر مصير رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وفرص حصولها على ولاية ثانية.

تحديات أمام التكتل الأوروبي

يواجه الاتحاد الأوروبي تحدياً كبيراً بعد هذه الانتخابات، يتمثل في السؤال المحوري، هل ينبغي على التكتل الشعبي الأوروبي الوسطي (الديمقراطيون المسيحيون) التعاون مع الأحزاب اليمينية المتطرفة من عدمه؟ وقد لمحت فون دير لايين إلى استعدادها للتعاون مع هذه الأحزاب، شريطة أن تكون مؤيدة للاتحاد ولا ترتبط بروسيا.

إقرأ أيضاً ميلوني: إيطاليا ستلعب دورًا أساسيًا في أوروبا وستصبح الحكومة الأكثر قوة

الخطوط الحمر للتعاون

في هذا السياق، أعلنت المفوضية الأوروبية رفضها التحالف مع الزعيمة اليمينية الفرنسية المتطرفة مارين لوبان، أو حزب "البديل لأجل ألمانيا" بسبب مواقفهما المؤيدة لروسيا.

كما يُعتبر الحزب الحاكم في هنغاريا "فيديز" بزعامة فيكتور أوربان أبرز الحلفاء الموالين لموسكو داخل الاتحاد الأوروبي.

اتفاق محتمل مع ميلوني

على الرغم من ذلك، بدت فون دير لايين أكثر تقبلاً لفكرة التعاون مع ميلوني وبعض أعضاء كتلة "المحافظين الأوروبيين والإصلاحيين"، معتبرة الزعيمة الإيطالية "مؤيدة بوضوح للاتحاد الأوروبي". 

وقد لاحظ المراقبون تقارباً ملحوظاً بين الطرفين في الآونة الأخيرة.

مفاوضات صعبة

إلا أن أي محاولة لعقد تحالف مع اليمين المتطرف ستواجه معارضة شديدة من قبل الأحزاب الاشتراكية واليسارية والخضر داخل البرلمان الأوروبي، فهذه الأحزاب حذرت من احتمال مطالبة ميلوني بتخفيف سياسات الاتحاد للحد من التغير المناخي، مقابل دعم إعادة تعيين فون دير لايين لولاية ثانية، وهو ما يهدد بشرذمة التكتل الأوروبي.