«وشهد شاهد من أهلها» .. إسرائيليون ضد العدوان على غزة

جنود جيش الاحتلال يواصلون جرائمهم فى قطاع غزة
جنود جيش الاحتلال يواصلون جرائمهم فى قطاع غزة

استبقت إسرائيل تسرُّب رائحة الآلاف من جثث ضحايا عدوان قطاع غزة بحظر التغطية الإعلامية لوقائع الإبادة الجماعية؛ ورغم اقتصار تطبيق الحظر فى بدايته على أبواق عربية وغربية، لكنه طال سريعًا دوائر إسرائيلية، جاءت فى طليعتها منظمتا «بيتسيلم» و«كسر الصمت» الحقوقيتان، بالإضافة إلى أقلام يسارية إسرائيلية، لا تتوقف يوميًا عن فضح وإدانة جرائم الاحتلال فى القطاع عبر صحيفة «هاآرتس».

قبل أيام، نشرت الصحفية الإسرائيلية «عميرا هاس» مقالًا تحت عنوان: «مَن يتغذى على الإعلام الإسرائيلى فقط، يمكنه الثقة فى براءة الجيش الإسرائيلى إزاء الهجوم على رفح»، وأردفت: «مرت سبعة أشهر ووسائل الإعلام (الإسرائيلية) تصر على إخفاء بيانات وصور بشعة للغاية من واقع الحرب فى قطاع غزة. وينبغى أيضًا التشكيك فى تقرير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى الأخير حول الهجوم على رفح». الكاتبة اليسارية انفتحت على منهجية إسرائيل فى أكثر من عدوان على الفلسطينيين منذ بداية العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، مشيرة فى مقالها إلى سماح المستويات السياسية والعسكرية فى تل أبيب بـ«القتل الجماعى للمدنيين فى غزة والضفة الغربية».

اقر أ أيضًا| احتدام المعارك بالسودان وارتفاع أعداد النازحين إلى 10 ملايين

أما بخصوص واقعة العدوان على معسكر «الخيام» الأخير فى القطاع، فقالت الصحفية الإسرائيلية: «مَن يدرى كم مرة تم تهجير ضحايا هذا الهجوم الإسرائيلى من أماكنهم خلال الأشهر السبعة الماضية؟ وكم عدد أنواع الملاجئ التى قاموا بتغييرها - حتى قُتلوا أو احترقوا حتى الموت - فى مخيم «الخيام» غرب مدينة رفح الفلسطينية».

وفى منتدى عقدته تركيا قبل أيام فى اسطنبول، قال الكاتب الإسرائيلى جدعون ليفي: «لا يمكن أبدًا استيعاب اعتقال 2.3 مليون شخص فى قفص لمدة 16 عامًا»، وأضاف: «إسرائيل لا ترى ذلك لأنها ببساطة لا تريد أن تراه». وبينما ارتفع عدد الشهداء الصحفيين بنيران جنود الاحتلال إلى 130 صحفيًا وصحفيةً منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، حسب «لجنة حماية الصحفيين»، قال الكاتب الإسرائيلى إنه «من حق العالم أن يرى الجثث الهامدة، والأطفال المصابين، وركام المستشفيات فى قطاع غزة».

وفيما تعرقل قوات الاحتلال يوميًا دخول إمدادات الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة بما فى ذلك الأدوية والمواد الغذائية، قرر الطبيب الأمريكى «ديفيد حسن» مغادرة بلاده والتوجه إلى القطاع للمساعدة فى جهود الإغاثة وإنقاذ المصابين؛ وفى حوار مع صحيفة «هاآرتس»، روى الطبيب الذى يبدو من اسمه هويته الإسلامية صورًا درامية للأوضاع الإنسانية المتردية فى القطاع، وقالت الصحيفة العبرية إن «شهادته تقطر دمًا»، وأضافت: «شهادة البروفيسور دافيد حسن، المليئة بالإنسانية والرحمة، هى وثيقة يجب على كل إسرائيلى قراءتها».. ولا يقل هجوم اليسار الإسرائيلى على جرائم الاحتلال فى غزة عن نظيره لدى منظمات حقوقية إسرائيلية، لاسيما منظمتى «كسر الصمت»، و«بيتسيلم»، اللتين حظرت عليهما إسرائيل تغطية وقائع العدوان، واعتبرتهما أكثر عداءً من حماس، وأبدت مديرة «كسر الصمت» الناشطة اليسارية «يولى نوفاك» استياءً من سقوطها فريسة لمطاردات اليمين الإسرائيلي، وقالت: «أفتح البريد الإليكترونى كل صباح، فأتلقى رسائل يتمنى أصحابها موتى بأبشع الصور لمجرد محاولتى نقل حقيقة جرائم جنود الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة».

وأمام محاصرة إسرائيل لنشاط المنظمتين الحقوقيتين، لاسيما بعد منحهما غطاءً للمحكمة الدولية فى لاهاي، قال تقرير نشره موقع «زمن إسرائيل» إن «كسر الصمت» جمعت على مدار الفترة الماضية شهادات من جنود ومجندات جيش الاحتلال حول جرائم الحرب وصور الإبادة الجماعية فى قطاع غزة. ووفقًا لما نقله الموقع العبرى عن نشطاء المنظمة، فإنه «إذا كانت إسرائيل قد أخرست صوت المنظمة عبر حظر نشر بياناتها، تعتزم المنظمة إلى جانب شقيقتها «بيتسيلم» نشر شهادات مقاتلين إسرائيليين حول الحرب الحالية». 

وأضاف نشطاء «كسر الصمت»: «تلقينا بالفعل استفسارات من جنود وضباط إسرائيليين يرغبون مستقبلًا فى الإدلاء بشهادتهم عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التى جرت أمامهم فى قطاع غزة».

من جانبه، يرى «إفنر جبرياهو» مدير عام المنظمة الحقوقية الإسرائيلية منظمة «كسر الصمت» أنه «على غير المتوقع، كلما زادت شراسة الجيش الإسرائيلي، وضاعف الحصار على قطاع غزة، زاد ارتباط الغزاويين بحماس؛ فالشخص العادى الذى يحتاج إلى وجبة لأسرته أو دواء لطفله، سيبذل قصارى جهده للحصول عليهما، وإذا لم يشترهما بالطريقة العادية، فسوف يذهب إلى من يوزعهما وهو حماس بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية السماح للسلطة الفلسطينية بالدخول إلى غزة، وهذا جزء من الكارثة».

 
 
 

 
 
 
 

ترشيحاتنا