باختصار

اللى تِغلبُّه..

عثمان سالم
عثمان سالم

مع تولى حسام حسن مهمة تدريب المنتخب الوطنى لكرة القدم وفى أول مباراة رسمية كان السؤال الذى يتردد: هل نريد أداء جماليا يعجب الجماهير أم الفوز لتحقيق حلم التأهل لكأس العالم؟ بطبيعة الحال كلنا -أو أغلبنا على الأقل- يفضلون الحسنيين..

لكن مع الحالة التى يعيشها المنتخب منذ تأهله لمونديال روسيا عام ٢٠١٨ وما تلاها من نتائج وعروض فى كأس الأمم الإفريقية يمكن القبول بوجهة النظر الثانية وهى قاعدة «اللى تغلبُّه العبُّه» وهذا ما حدث أمام بوركينا فاسو..

نجحنا فى تسجيل هدفين للمتألق تريزيجيه فى الشوط الأول واكتفينا بالتأمين الدفاعى الذى لم يحُل بين تسجيل الخيول الهدف وكادوا يتعادلون..

حسام ما زال حديث العهد بتدريب منتخب بحجم مصر وبكل ما تعنى الكلمة وهو قليل الخبرة -إلى حد ما- رغم اقترابه من عامه الستين، وقد كانت تجاربه الكثيرة مع الأندية غير مقنعة ولم يحقق بطولة محلية واحدة فى تاريخه التدريبى..

لكن طالما كان التوجه لمدرب وطنى بعد تجارب غير مُرضية للأجانب الذين يغرفون الدولارات ثم الرحيل غير مأسوف عليهم، فكان التوأم يستحق الفرصة وكانت الظروف لصالحهما بعد فشل ذريع لمجموعة من أبناء جيله أو من هم أكبر منه نسبيا كالبدرى وغريب وحتى إيهاب جلال الذى لم يعط الفرصة لإثبات جدارته أو فشله.

وحظ العميد أنه تولى المسئولية وفى حصالة الفريق ست نقاط جمعها من الفوز فى مباراتين ثم جاءت مواجهة بوركينا فى الجولة الثالثة على أرضنا وبين جماهيرنا التى لم تخذلنا -كالعادة- وكان لوجودهم فى مدرجات ستاد القاهرة المرعب فعل السحر فأربكوا حسابات الضيوف فى أول نصف ساعة تقريبا..

ثم كان تعادل إثيوبيا مع غينيا سلبيا فى نفس الدور والمجموعة لصالحنا حيث توقف رصيد الغينيين عند خمس نقاط والمركز الثانى بعد مصر المتصدرة بالعلامة الكاملة وخيرا فعل اتحاد الكرة بتسهيل سفر بعثة المنتخب «أمس» بطائرة خاصة إلى بيساو مبكرا للقاء الجولة الرابعة التى قد تكون الفاصلة فى مشوار التأهل لو حقق منتخبنا الفوز ليصبح رصيده ١٢ نقطة فيصعب على الآخرين اللحاق به..

الحالة النفسية التى ظهر عليها الفريق قبل وأثناء وبعد المباراة تؤكد روحا جديدة كانت غائبة منذ فترة ولولا حالة التذمر التى خرج عليها إمام عاشور عند تغييره لقلنا إن الجميع كان على قلب رجل واحد.