فى الشارع المصري

اللهم بلغنا «عرفة»

مجدى حجازى
مجدى حجازى

قال رسول الله ، كما رواه البخارى: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضلُ منه فى هذه العشر يعنى العشر الأوائل من ذى الحجة - قالوا: ولا الجهاد فى سبيل الله؟، قال: ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشىء»، فالرسول الكريم يدعونا إلى مَزِيد من العمل الصالح وفعل الخير والبر والمعروف، لنستزيد بالنوافل من صلاة وصيام وصدقة وصلة الرحم ومساعدة المحتاجين ومساندة البؤساء وكفالة اليتامى وتفريج هموم المكروبين.

قال الله جل جلاله: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ «التوبة:120-121».. وقد اجتمع لعشر ذى الحجة من دواعى التفضيل الشىء الكثير، فهذه الأيام من الأشهر الحرم التى عظَّمها الله تعالى وجعلها دينًا قيمًا، وتلك الأشهر الحرم هى: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ «التوبة:36».

إن يوم عرفة، يمثل الركن الأساسى فى الحج، فهو ذو الفضل لهذه العشر الأوائل من ذى الحجة، ورد فى صحيح مسلم أن سيدنا محمد  قال: «صيام يوم عرفة أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التى قبلَه والسنة التى بعده.»، والمعنى أنه يكفِّر ذنوب صائمه فى سنتين، والمراد الصغائر ورفع الدرجات، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة نَصُوح، وأما حقوق العباد فتحتاج إلى رد الحقوق لأصحابها.. وعن عائشة رضى الله عنها، قال رسول الله  فى فضل يوم عرفة، كما فى صحيح مسلم: «ما مِن يومٍ أكثر مِن أنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عبدًا مِن النارِ، مِن يومِ عرفة، وإنَّه ليدنو، ثم يُباهى بهم الملائكةَ، فيقول: ما أراد هؤلاء.»، والمراد بالدنو هنا دنو الرحمة والكرامة، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، وفى رواية لأحمد وابن حبان والحاكم، قال نبينا محمد : «إن الله يباهى بأهل عرَفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادى جاءونى شُعثًا غُبْرًا.».

اللهم بلغنا يوم عرفة.. ولنثق بالله ونُكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.