تتكشف فضائح معشر الصهاينة، وينقشع قبح وفحش قادتهم الذين يمارسون التضليل والكذب بكل وقاحة وبلا خجل، ولا يرقبون عهداً ولا ذمة، وتنبلج ادعاءاتهم ومزاعمهم الدنيئة، ومؤامراتهم التى حيكت فى الظلام، مراوغات وخداع وتدليس، واتصالات سرية لرئيس الموساد السابق «يوسى كوهين»، للضغط على «فاتو بنسودا» المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، وابتزازها وتوعدها بتشويه سمعتها وملاحقة عائلتها، لمنعها من فتح تحقيق رسمى للجرائم الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة، والتنصت على «كريم خان» المدعى العام بالمحكمة الجنائية الدولية، وتهديده وتحذيره وإرهابه، لمنعه من التحقيق فى جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكب أمام أنظار عالم فاقد للضمير، والإنسانية، والعدل، والأخلاق.
ليس هذا فحسب، إنما وصل الفجور والاستبداد إلى قيام الصهاينة الأمريكان بمجلس النواب - ممن تنفق عليهم المنظمة الصهيونية الأمريكية «أيباك» بسخاء، وتدعم حملاتهم الانتخابية - بفرض تشريع جديد لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة قضاتها، فى سابقة ليس لها مثيل فى التاريخ القديم أو الحديث!!..
فلم يتوقف الدعم الصهيونى الأمريكى عند عدم الاعتراف بجرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل على مدى 8 شهور متواصلة، أو إنكار الإبادة الجماعية التى يمارسها الكيان المحتل جهاراً نهاراً، ويستنكرها العالم شرقاً وغرباً، ولم يقتصر موقف الإدارة «الصهيوأمريكية» «على الوقوف منفردة أمام عصبة الأمم، متحدية الجميع بالفيتو اللعين، دفاعاً عن جرائم تلك الدولة المارقة، وإفساح الطريق أمامها لمزيد من المجازر والتجويع والدمار، لكنها تمادت فى غيها وبغيها وضلالها، وقررت معاقبة المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة قضاتها، من خلال مشروع قانون جديد وعجيب جرى «طبخه» و»تفصيله» داخل مجلس النواب الأمريكى الموقر، ووافق عليه 247 عضواً، بينهم 42 عضواً ديمقراطياً، ويفرض القانون عقوبات على الضالعين فى محاكمات الجنائية الدولية على الأمريكيين، أو مواطنى حلفاء الولايات المتحدة الذين ليسوا أعضاءً فى المحكمة، وعلى رأسهم إسرائيل!!
أما العقوبة فتقضى بمنع هؤلاء القضاة من دخول الولايات المتحدة، وإلغاء تأشيراتهم السابقة إلى «جنتهم الموعودة»!!، انطلقت كل تلك الحمم البركانية التى فجرها اللوبى «الصهيوأمريكي»، لأن المدعى العام بالجنائية الدولية تجرأ وطلب إصدار أوامر اعتقال، بحق رئيس الكيان الصهيوني، ووزير دفاعه، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين!!.. تلك هى قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية، ومبادئ السلام والأمن الدولى التى تفرضها الولايات المتحدة بالقوة على العالم!!
