من الآخر

المكسب .. وشخصية البطل

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد

مباراة منتخب مصر وغينيا بيساو بعد غد ستكون فاصلة فى حلم تأهل الفراعنة والعودة للمونديال، لابد من التركيز فى حسم اللقاء على ملعب 24 سبتمبر بالعاصمة الغينية بيساو دون النظر لحلاوة الأداء والحديث عن العرض الفنى القوى والخوض فى أحلام وأمنيات الماضى لأن الأهم الآن هو هز الشباك وخطف النقاط الثلاث الشغل الشاغل لأى أتخن مدير فنى من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو اللعب مع الكبار فى كأس العالم القادم بأمريكا وكندا والمكسيك .

مصر فازت على بوركينا فاسو الفريق الذى تحسن أداؤه كثيرا عن ما ظهر عليه فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بكوت ديفوار ورغم ذلك هناك من يتحدث عن سلبيات الأداء المصرى خاصة فى الشوط الثانى وهناك من يريد التقطيع والسلام ورمى الملح على الطبخة الحلوة ، والسؤال الآن ماذا لو قدم المنتخب أجمل المباريات وظهر لاعبوه بأفضل أداء وترقيص وإنتزع الآهات ثم سجل منتخب بوركينا هدفا من هجمة مرتدة خطف بها الفوز وأحرز النقاط الثلاث؟ هل سيتذكر أحد حلاوة الأداء أم ستنقلب الدنيا فوق رأس حسام حسن وجهازه ومن قبله اللاعبين أنفسهم الذين أبدعوا فى انتزاع آهات الجماهير ؟!

نعم المنتخب لعب أفضل 30 دقيقة فى الشوط الأول أمام الخيول البوركينية وربما منذ سنوات لم نر هذا الإبداع وتغير مراكز اللاعبين والجميع يعمل كخلية نحل متناسقة يقودها مدرب قدير من خارج الخطوط حيث لعب العميد بأسلوب جديد عاد بنا إلى أيام المعلم حسن شحاته والأسطورة الراحل محمود الجوهرى ، وكان تريزيجيه المدافع الأيسر نجم الشباك وسجل هدفين رائعين وعزف محمد صلاح أجمل الألحان فى توزيع الكرات ولكن البطاريات لم تسعف الفريق فى استكمال السيطرة على الملعب وبالتالى فقدنا الكثير من الحيوية فى الوصول لمرمى المنافس فى الشوط الثانى بالكامل ، وربما تأخر حسام حسن فى التغييرات والتعديلات ولكن لابد من الإعتراف أنها المباراة الرسمية الأولى للعميد وكان المكسب هو الأهم له وللاعبيه وللمنتخب لتقوية علاقته بالجماهير خاصة أننا جميعا نقاد ونبدع ونتألق فى إظهار السلبيات .

أكرر أن المنتخب كان فى خطر طوال الشوط الثانى .. عشنا 50 دقيقة تقريبا تحت ضغط عصبى رهيب حبا فى المنتخب وأمنية فى تحقيق الحلم وبالتالى يجب أن نتعلم أن نفرح ونساعد وندعم ما هو ناجح ، ويجب أن تظل المساندة من الجماهير للجهاز الفنى واللاعبين لأن من يتواجد فى المنتخب الآن هما نخبة المصريين فى كرة القدم ولا يوجد أحد مظلوم والتشكيل الذى خاض به الفراعنة مواجهة بوركينا فاسو هو الافضل على الإطلاق باستثناء أحمد فتوح المصاب عن الناحية اليسرى وعودة الشناوى إلى عرين المنتخب سواء كان له دورا فى الهدف الذى دخل مرمانا أم لا فإن عودته فى حد ذاتها تمنح الفراعنة ثقة ومكسب واطمئنان فى المباريات الحاسمة بمشوار التأهل للمونديال.

ما أتمناه من العميد حسام حسن أن يهدأ جدا فى مباراة غينيا بيساو حتى يستطيع أن يفكر ويخطط ويقود المنتخب بالشكل المناسب لأن الانفعالات التى ظهرت فى موقعة بوركينا فاسو ربما تجعله يقع فى أخطاء مع الوضع فى الاعتبار أنها المواجهة الرسمية الأولى له وهذا سر الانفعال فى بعض الفترات .

منتخبنا سيواصل التألق والانتصارات بإذن الله لأن من الطبيعى أن يكون اسم مصر ضمن 9 منتخبات إفريقية موجودة فى بطولة كأس العالم المقبلة بأمريكا وكندا والمكسيك ولابد من مساندة الجماهير للعميد ولاعبيه ومن قبلهم منظومة الرياضة فى المحروسة لأن تحقيق الحلم ليس مستحيلا والبوادر مبشرة بشرط ألا نستهين بالمنافسين ونلعب كل مباراة من أجل الفوز ولا شىء سواه .

 كل التوفيق لمنتخبنا لتحقيق حلم الجماهير بإذن الله .

أداء أى فريق مرتبط بالنتائج ولكن شخصية البطل لابد أن تكون هى السمة الموجودة ، منتخبنا يحقق الفوز ولكننا تطمع أن يكون هناك شخصية للفراعنة لأن هذا البند يجعل من ينافسنا يهاب منتخبنا وعندما يفتقد المنتخب هذا الأمر سنجد من يستأسد علينا مثلما حدث من بوركينا فاسو فى الشوط الثانى ..درس يجب أن نتعلم منه !!