انتخابات الهند| «ناريندرا مودي» فوز بطعم الهزيمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تأتي بعض الانتصارات بطعم مرير، وقد اختبر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، هذا الأمر في تنظيم الانتخابات التشريعية التي دُعي إلى المشاركة فيها 970 مليون ناخب، والتي أثبتت من خلالها الديمقراطية الهندية قدرتها على الصمود في صناديق الاقتراع. 

على مدى عشر سنوات، قام ناريندرا مودي بتحويل الهند وجعل بلاده لاعبًا دوليًا لا غنى عنه، لكنه أيضًا أثار أجواء ليست بالجيدة في هذه الأمة التي وُلدت بعد الاستقلال في عام 1947، على وعد بالتعايش ومعاملة جميع المواطنين بالتساوي دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الطائفة. 

لوموند الفرنسية تهاجم مودي

وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية، لم يوفي رئيس الوزراء بالوعد الذي قطعه الآباء المؤسسون، بفرض هيمنة هندوسية على حساب الأقليات الدينية، المسلمة والمسيحية، التي أصبحت فزاعة السلطة.

وأضافت أن هناك تحديات كبيرة كان ناريندرا مودي يأمل أن يسمح له الانتصار الانتخابي الذي كان يتوقعه بالذهاب أبعد من ذلك وتحويل الهند العلمانية إلى دولة هندوسية، مثلما أصبحت باكستان المجاورة، التي نشأت من تقسيم، جمهورية إسلامية. 

كان مودي قد طلب من مواطنيه منحه أربعمائة مقعد، ليتمكن من تعديل الدستور، إلا أن رفض الهنود الذي عبروا عنه في أوراق اقتراعهم كان واضحًا بعدما حصل رئيس الوزراء على أكثر بقليل من نصف العدد المطلوب.

وتابعت هذا الانتصار الذي يشبه الهزيمة كان شخصيًا لرئيس الوزراء الذي شارك بشكل كبير في الحملة الانتخابية وكان يعتقد أنه لا يقهر.

ولفتت الصحيفة إلى أن مودي ارتكب حسابات خاطئة متعددة، فقد اعتقد أن افتتاح المعبد المخصص للإله رام، في أيوديا، في ولاية أوتار براديش، الذي تم تدشينه بضجة كبيرة في 22 يناير الماضي سيضمن له إعادة انتخابه تلقائيًا، لكن حزب بهاراتيا جاناتا خسر في كل من دائرة أيوديا وفي الولاية التي تضم المدينة المقدسة، هذه الولاية هي المفتاح للفوز في مجلس النواب وفي البرلمان الهندي.

وتابعت الصحيفة «على العكس، تعيد النتائج نوعًا من التوازن بين الحكومة والمعارضة، التي تعرضت للمضايقات من قبل الوكالات الحكومية التي أطلقت العنان لها، لقد تم وضع حد لتدهور الديمقراطية، والانجراف نحو نظام سلطوي لا يحترم فصل السلطات ولا استقلال القضاء والضوابط والتوازنات مثل الصحافة».

وأضافت لوموند، تجعل هذه النتيجة المتوسطة الهند تدخل في فترة من عدم الاستقرار، حيث ستكون التحالفات هشة وستجعل الحكومات عرضة للخطر، بينما يجب على البلد الأكثر سكانًا في العالم مواجهة تحديات كبيرة: البطالة الجماعية، الضائقة الريفية، نقص التصنيع، وتدهور البيئة، كل هذه التحديات لم يتحدث عنها ناريندرا مودي خلال حملته الانتخابية.