إنجي ماجد
هناك عدد قليل من الشعوب على هذا الكوكب الذين لديهم تاريخ موسيقي غني وفريد مثل الشعب الصيني، فيشتهر الفنانون الصينيون بأنهم من القلائل الذين نجحوا عبر التاريخ في تقديم موسيقى مميزة بهم لا تتشابه مع غيرها من موسيقى الدول الأخرى، وحتى مع تغير العصر والتقدم الذي تعيشه صناعة الموسيقى حول العالم، استطاع فنانون الصين الشباب في دمج الجوانب التقليدية التي تميز موسيقاهم، مع الموسيقى الحديثة لانشاء أنواع موسيقية تستمر في إثراء العالم.. في السطور التالية سنلقي نظرة على حياة أشهر وأهم المطربين الصينيين على الساحة حاليا.
سوى جيان
في البداية سنتحدث عن سوى جيان المعروف في جميع أنحاء الصين باسم “أبو موسيقى الروك الصينية”.
ولد في بكين لعائلة كانت منغمسة بالفعل في الموسيقى، فكان والده يعمل عازفا على البوق، أما والدته فكانت تعمل كراقصة فلكلورية، لذلك ليس من المستغرب أن يصبح جيان الموسيقي الرائد الذي هو عليه اليوم.
بدأ جيان في صغره بالتدرب على الموسيقى الكلاسيكية، ولم يتعلم العزف على الجيتار إلا بعد سن العشرين، وبمجرد أن تعرف على موسيقى الروك الغربية، لم يبقى هناك ما يمنعه من تأسيس لون موسيقى خاص به، واستمد جيان إلهامه من فناني موسيقى الروك المشهورين في الثمانينيات، وأنشأ نوعا من موسيقى الروك لا يزال فريدا في الصين حتى يومنا هذا.
ما يميز جيان إلى جانب موسيقاه الفريدة، أنه شخص مثالي يكره المال والتجارة، لقد تخيل أن موسيقى الـ”روك أند رول” يمكن أن تعيد بناء مبدأ “المثالية الحمراء” لدى الشباب، ويشتهر سوى بإرتداء قبعة البيسبول البيضاء ذات النجمة الحمراء الساطعة، حيث يعتبرها الرمز الخاص به.
لي يوتشون
واحدة من المطربين المؤثرين الأكثر حداثة في الصين هي لي يوتشون، والمعروفة أيضا باسمها المسرحي كريس لي.
يوتشون هي أروع مثال لما يصفه النقاد بالفنانة الشاملة في كل شيء، فهي تكتب موسيقاها الخاصة؛ كما أنها فنانة دي جي بارعة، وفوق ذلك كله ممثلة ناجحة.
بعد المدرسة الإعدادية، ألتحقت يوتشون بمدرسة ”Sichuan Conservatory” للموسيقى، واستمرت في الفوز بمسابقة غنائية شعبية تسمى”Super Girl” ، وكان لفوزها بتلك المسابقة عام 2005 أكبر الأثر في أن تحقق نجاحا كبيرا بين عشية وضحاها، وسرعان ما أصدرت ألبومها الأول “The Queen and the Dreams”، وأثبتت تأثيرها على الثقافة الصينية من خلال صوتها المذهل، وأسلوبها الموسيقي الذي يعتمد بشكل أساسى على موسيقى الرقص الإلكترونية وأغاني البوب الصينية، لتصبح من أنجح المطربات في الصين بالسنوات العشرين الأخيرة.
لو هان
على الرغم من أنه ولد في العاصمة الصينية بكين، إلا أن المطرب الشاب لو هان غادر الصين بالفعل، وبدأ مسيرته الموسيقية كعضو في فريق البوب الكوري Exo وبالفعل اقتحم عالم الشهرة من خلال تقديمه موسيقى البوب الكورية، لكنه ترك المجموعة لاحقا في أكتوبر 2014، وبدأ مسيرته المهنية في الغناء المنفرد في موطنه في الصين، وفي نفس العام 2014 اختارته إذاعة الصين الوطنية ضمن قائمتها لأهم نجوم الترفيه الأكثر شعبية في الصين، وقد احتل وقتها المركز السادس في القائمة.
لقد تم تصنيفه كواحد من المشاهير الأعلى أجرا في جميع أنحاء الصين، وهو أمر ليس من الصعب فهمه نظرا لموهبته الفنية المتفردة، ومن أبرز نجاحاته الغنائية “Our Tomorrow”، والتي تجاوز الفيديو الموسيقي لها حاجز المليون مشاهدة في أقل من ساعة، لتصبح الأغنية الأكثر شعبية في عام صدورها، وكانت لمسيرة هان الغنائية الناجحة أكبر الأثر في دخوله إلى ساحة التمثيل أيضا، حيث شارك حتى الآن في 5 أفلام وعروض تلفزيونية مختلفة.
دجاي شو
يعد دجاي شو - وهو صاحب لقب “ملك الماندوبوب” - من نجوم الغناء أصحاب الشعبية الكبيرة في جميع أنحاء الصين منذ بداية الألفية الجديدة، حيث وصلت مبيعات أغنياته إلى أكثر من 30 مليون أسطوانة.
ولد في تايبيه لأبوين يعملان بمهنة التدريس، وقد اكتشفا مواهبه الموسيقية منذ سن مبكرة، في البداية أعتقد شو أنه سيسير على خطى والديه ويصبح مدرسا، لكن أحد الأصدقاء أقنعه بالمشاركة في مسابقة للمواهب الغنائية، حيث لوحظت براعته الموسيقية، تعرف دجاي بعدها على كاتب الأغاني الشهير فنسنت فانج، الذي ساعد في نقله إلى المستوى التالي من النجومية.
مع تقدم مسيرة شو المهنية، ابتعد عن موسيقاه الأصلية التي تركز على موسيقى البوب، وبدأ في تقديم أغاني ناجحة أكثر تأثرا بموسيقى الـ”هيب هوب” و”آر أند بي”.
فاييه وونج
تعد فاييه وونج أحد أكبر نجوم البوب في العالم الناطق بالصينية، كما أن لها جمهور واسع في اليابان وجنوب شرق آسيا، وقد تعاونت مع المخرج وونج كار واي في فيلمين له هما “Chungking Express” عام 1994 و”2046” عام 2004، فاييه قدمت كذلك عدد قليل من الأغاني باللغة الإنجليزية، بما في ذلك “Eyes on Me” عام 1999، والأغنية الرئيسية للعبة الفيديو الشهيرة “Final Fantasy VIII”.
ولدت فاييه لعائلة من الطبقة العاملة في العاصمة بكين، كانت والدتها مطربة سوبرانو محترفة، والغريب أنها كانت تعارض بشدة احتراف ابنتها للعمل الموسيقى، لكن شغف وونج بالغناء لم يتأثر بإعتراض والدتها، حيث جذبت انتباه العديد من العلامات التجارية المختلفة عندما كانت لا تزال في المدرسة الثانوية، بل وذهبت إلى حد إصدار العديد من الأغنيات قبل تخرجها.
في عام 1988 تعاقدت فاييه مع شركة”Cinepoly Records” ، وبدأت مسيرتها الموسيقية الاحترافية بكامل قوتها، بحلول عام 1993 عززت وونج مكانتها في المشهد الموسيقي الصيني، من خلال الجمع بين موسيقى “كانتوبوب” والـ”روك” الغربي البديل، وخلق لون موسيقى خاص بها بشكل فعال ومؤثر لدى الجمهور.
اقرأ أيضا : وزيرة الثقافة ونظيرها الصيني يشاركان بفعاليات «الحوار بين الفنانين الصينيين والعرب»
