بوتين: روسيا ستساعد في تحسين الوضع في منطقة البلقان

بوتين
بوتين

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، أن موسكو ستساعد على تحسين الوضع في منطقة البلقان وأن موقفها بشأن اتفاقيات دايتون ستظل دون تغيير.

وقال بوتين في محادثات مع رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك: " أنتم تعلمون أن موقفنا بشأن اتفاقيات دايتون لم يتغير: فقط تلك الصلاحيات التي تم تسجيلها في هذه الوثائق القانونية الدولية هي الأساس ليس فقط للحفاظ على الوضع ولكن لتطويره وتعزيزه. وسنبذل قصارى جهدنا للمساهمة في ذلك".

ولفت الرئيس الروسي الانتباه إلى أنه يمكن مناقشة "العديد من القضايا الأخرى" في الاجتماع الحالي، وأكد أنه سعيد للغاية بمشاركة دوديك في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.

وأضاف: "إجمالي أحجام النشاط التجاري والاقتصادي كما نلاحظ في مجال التنمية الاقتصادية لا يزال متواضعا، ولكن هذا العام ما زلنا نشهد نموا انتعاشيا ملحوظا مقارنة بالعام الماضي، وهذا أمر جيد حقا".

اقرأ أيضا | بوتين: ما يحدث في غزة «تدمير كامل للمدنيين»

كما شكر بوتين رئيس جمهورية صربسكا على أنشطته "في المجال الروحي، في مجال دعم العلاقات من خلال وزارة الخارجية".

وبدوره، أعرب دوديك عن امتنانه لبوتين على موقف روسيا بشأن الالتزام باتفاقيات دايتون وعند التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سربرنيتسا.

وقال: "أشكركم على موقفكم المبدئي وتفهمكم في سياق الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تم طرح مبادرات في شأن سربرنيتسا. لقد استغل الغرب هذه الفرصة لإثبات عدم كفاءته (بهذا الشأن)، 84 دولة أيدت هذا القرار و109 دول في الأساس لم تؤيده".

وشدد رئيس جمهورية صربسكا على أنه يؤيد وجهة نظر موسكو بأن مثل هذه المبادرات لا تسهم في التفاهم، ولكنها تؤدي فقط إلى مشاكل إضافية في البوسنة والهرسك.

وقد أعلنت البوسنة والهرسك انفصالها عن يوغوسلافيا في عام 1992، وبعد ذلك بدأت الحرب في هذه الجمهورية بين مسلمي البوسنة والصرب والكروات واستمرت حتى عام 1995. ولم يتم تحديد العدد الدقيق للضحايا رسميا فيما تشير مصادر مختلفة إلى أن الرقم يزيد عن 100 ألف شخص.

وبمشاركة المجتمع الدولي تم التوقيع على "اتفاقيات دايتون للسلام" وتم تشكيل ثلاثة كيانات - اتحاد البوسنة والهرسك، وجمهورية صربسكا ومنطقة برتشكو الخاصة. وترأس الدولة هيئة رئاسة تتألف من ثلاثة أشخاص: ممثل واحد عن كل من الصرب والكروات والبوسنيين.

وفي نهاية شهر مايو الماضي، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا مثيرا للجدل بشأن "الإبادة الجماعية في سربرنيتسا" اقترحته ألمانيا ورواندا. وصوتت 84 دولة لصالح الوثيقة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وسويسرا. فيما عارضتها 19 دولة، من بينها روسيا والصين وصربيا وسوريا وكوبا.

وكما أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، فإن القرار يهدف إلى "كسر شوكة الصرب" الذين لا يريدون الانضمام إلى العقوبات ضد موسكو، والاعتراف باستقلال كوسوفو المعلن من جانب واحد، ولا يريدون أيضا أن تصبح المنطقة عضوا في المنظمات الدولية. ووصف الوثيقة المقترحة بأنها في الواقع مثابة إنذار نهائي لبلجراد.

وأشار الوزير إلى أنهم حاولوا قبل عشر سنوات تمرير مثل هذا القرار في مجلس الأمن الدولي، لكن موسكو استخدمت حق النقض (الفيتو).

ووفقا للدبلوماسي: "من المستحيل تفسير ما الذي يسترشد به الأوروبيون من الناحية العملية عند الترويج لهذه الفكرة، باستثناء رده إلى سبب واحد، ألا وهو أن الصرب - برأيهم- متقلبون للغاية، ومستقلون للغاية في تصرفاتهم".