شىء من الأمل

الأقصى لنا!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

هذا ليس شعاراً للفلسطينيين ومعهم كل العرب والمسلمين فى العالم، ولكنه شعار سرقه المتطرفون الإسرائيليون منهم لكى يكملوا استيلاءهم على ما تبقى من القدس وعليه المسجد الأقصى ذاته..

وقد أعلن ذلك صراحة بن غفير وزير الأمن الإسرائيلى وهو يشارك فى مسيرة الأعلام الإسرائيلية فى باب العامود بالقدس الشرقية مضيفاً أنه بفعل سياستى دخل اليهود إلى البلدة القديمة بحرية وصلوا فى المسجد الأقصى، كلها لنا، ويجب علينا أن ننتصر على حماس وحزب الله وفقط عن طريق الحرب! 

وهذا يكشف ما تضمره الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه مقترح الرئيس الأمريكى بايدن لوقف الحرب على ثلاث مراحل والذى قال إنه اقتراح إسرائيلى، وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو إنه لا يتضمن ما يلزم إسرائيل بوقف الحرب بعد انتهاء هدنة الست أسابيع التى سيتم خلالها الإفراج عن نحو ٣٣ إسرائيلياً ضمن المحتجزين فى غزة 

فإن غلاة المتطرفين فى الحكومة الإسرائيلية ليسوا وحدهم داخلها الذين يرغبون فى استثمار الحرب ويقاومون وقفها كما يطالب غالبية شعوب العالم.. ولذلك بحماية الأمن اقتحم اليهود المشاركون فى مسيرة الأعلام المسجد الأقصى وصلوا فيه. 

ولعل ذلك ما يفسر موقف حماس وفصائل فلسطينية أخرى من مقترح بايدن بمراحله الثلاث.. فهى رغم أنها ألمحت إلى استعدادها للتجاوب معه. إلا أنها تطالب بصياغة واضحة له ليتضمن فى نهاية المطاف وقفاً للحرب بعد نهاية مرحلته الأولى والتى يستغرق تنفيذها ستة أسابيع لا تقبل التأويل والتفسير من الجانب الإسرائيلى على هوى حكومة نتانياهو التى تريد استئناف الحرب بعد هذه الأسابيع الست، وهذا ما جعل بايدن يقول إن مصير اقتراحه فى يد حماس الآن رغم أن حكومة نتانياهو لم تعلن صراحة موافقتها على مقترحه وقالت إنها لن ترسل وفدها إلى الدوحة للتفاوض حوله إلا بعد أن ترد حماس عليه أولاً بالموافقة.  

إن حكومة نتانياهو مازالت تتلاعب حتى تمضى فى حربها البشعة ضد أهل غزة ولا تريد وقف هذه الحرب.. حتى هدنة الست أسابيع ليست حريصة عليها خشية أن تفضى إلى وقف للحرب مستقبلاً.. والأمر لا يقتصر لديها على القضاء على حماس فقط وإنما هى تسعى لإجهاض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة والسيطرة على كامل الأراضى الفلسطينية فى غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وعليها المسجد الأقصى كما قال بن غفير.