كوبري قصر النيل يشهد على مواكبة مصر للحضارة الأوروبية في عهد الخديوي إسماعيل

كوبري قصر النيل
كوبري قصر النيل

في محاولة اللحاق بالحضارة الأوروبية، شهدت البلاد في عهد الخديوي إسماعيل باشا نهضة تمثلت في الإصلاح الإداري كما شهدت الصناعة والزراعة نهضة وازدهارا كبيرا واهتم بالبناء والعمارة، وأنشأ دار الأوبرا القديمة، ومد خطوط السكك الحديدية.

وتحل اليوم ذكرى افتتاح كوبري الخديوي إسماعيل، المعروف حاليا بكوبري قصر النيل، ويعد أول كوبري أنشئ في مصر للعبور على النيل، وكان ذلك في السادس من يونيو لعام 1933م، وقام بإفتتاحه الملك فؤاد الأول.

سبب تسميته بكوبري قصر النيل

سمى بكوبري قصر النيل نظراً لأنه كان يوجد قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل أنشأه محمد علي لإبنته زينب، وعقب تولّى سعيد باشا الحكم قام بهدم القصر وتحويله لثكنات للجيش وقد احتلها الإنجليز بعد احتلالهم لمصر وبعد جلاءهم تم هدم الثكنات وبناء جامعة الدول العربية وفندق هيلتون وبعد 59 سنة من إنشاء الكوبري تم عمل كوبري جديد مكان الكوبري القديم يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة ويتلاءم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران في عهد الملك فؤاد الأول .

 

شخلل عشان تعدي

لم يكن العبور علي الكوبري عند إنشائه مجانياً، فبعد أيام من إتمام البناء، أصدر الخديو إسماعيل مرسوماً يقضي بوضع حواجز على مدخلي الكوبري لدفع رسوم عبور نشرت تفاصيلها في جريدة الوقائع المصرية بتاريخ 27 فبراير 1872، وقدرت الرسوم بـ"ربع قرش" للرجال والنساء، و"قرشين" للعربات المليئة بالبضائع، و"قرش" للفارغة، وكان الهدف من فرض تلك الرسوم هو أن تستخدم لتغطية تكاليف الصيانة وتكاليف الإنشاء.

 

انتحار "جاكمار" 

يتميز كوبري قصر النيل بأسديه عن يمين ويسار الجسر والذان كانا سببًا فى انتحار النحات الفرنسى "جاكمار" الذي صنعهما، حيث فوجئ الأخير خلال الاحتفال ببناء تماثيل أسود قصر النيل وحديثه عن تصميمه الفريد المتناسق و يتباهى بمدى كمال التماثيل وخلوها من أى عيوب، إلا أن طفل صغير يشير إلى أحد الأسود، ويقول: "هو فى أسد من غير شنب ؟!"، و ما أن انتبه " جاكمار" إلى هذا الخطأ الفادح حتى انصرف وترك الحفل، وانتحر بعدها من شدة خيبة أمله.