حكايات

«مياه موط».. تشفى العليل فى «واحة الملائكة»

استمتاع الوفود السياحية داخل مياه الآبار الجوفية الكبريتية بالصحراء الغربية
استمتاع الوفود السياحية داخل مياه الآبار الجوفية الكبريتية بالصحراء الغربية

في مياهها شفاء للناس، ويقول البعض إنها تحوى العديد من الأسرار الإلهية، فهي تشفى من أمراض الروماتويد والصدفية وتصلب الشرايين وتحسين البشرة وتزيل القشور من الجلد.. «مياه الآبار الجوفية الكبريتية» الواقعة بمدينة موط في واحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، ومن أشهرها: بئر «موط 3».

وتقع مدينة موط وسط صحراء مصر الغربية، وهي عاصمة واحة الداخلة. ويطيب لمن زارها أن يصفها بأنها «واحة الملائكة»، فهي إحدى الواحات التي احتمى بها المسيحيون من بطش الرومان في القرون الأولى، وشكل وجود الواحة واستمرارها ونموها عمرانيًا معجزة تاريخية وجغرافية بالنظر إلى أنها تبتعد عن وادى النيل القديم بنحو 800 كيلو متر، وبالرغم من ذلك فلم تنعزل موط بل تواصلت تجاريًا وحضاريًا مع كل الحضارات التي مرت على المنطقة وتركت صدى لها وسط صحراء مصر الغربية.

بئر «موط 3» تقع على بعد ثلاثة كيلومترات شمال مدخل المدينة، تللك الآبار المتدفقة التى تصل درجة حرارتها إلى 45 درجة مئوية وشهرتها ممتدة منذ عشرات السنين بأنها من أنقى أنواع الآبار الكبريتية فى واحات مصر الغربية.

ويقول الخبير السياحى إبراهيم حسن: إن آبار موط الكبريتية تشفى العليل وأن هناك العديد من الأسرار الإلهية تحملها المياه الكبريتية، وأثبتت التحاليل التى تم إجراؤها على مياه البئر فاعليتها فى شفاء الكثير من الأمراض وأهمها: الروماتويد والصدفية وتصلب الشرايين وتحسين البشرة وإزالة قشور الجلد بفروة الرأس، وتعمل على تحسين أداء نمو الشعر من البصيلات، كما يوجد بالمياه الكبريتية العديد من المضادات الحيوية التى تشفى من الالتهابات الجلدية بصفة خاصة.

وقال حسن: إن الآبار والعيون العلاجية بالمحافظة أصبحت لها شهرة عالمية على خريطة السياحة العلاجية وأصبحت مقصدًا لراغبى الاستشفاء من جميع أنحاء العالم، حيث يقصدها السائحون من مختلف الجنسيات للاستمتاع بالمناخ الصحى والعلاج الطبى الطبيعى تحت رعاية متخصصين في هذا المجال من أبناء المحافظة، حيث تم شفاء العشرات من الحالات المرضية على أيديهم.

من ناحيته يؤكد الخبير السياحى محمد إبراهيم أن محافظة الوادى الجديد قامت بتطوير موقع البئر الساخن أكثر من مرة ولكن الأمر يحتاج إلى خبراتٍ كبيرة فى مجال الاستشفاء واستغلال نعمة وجود المياه الكبريتية في مدينة الداخلة.

وأشار إبراهيم إلى ضرورة طرح المكان أمام كبرى الشركات السياحية المصرية والأجنبية لتنفيذ البروتوكولات العلاجية الاستشفائية بشكل علمى مدروس، موضحًا: أن المكان يحتاج إلى إعادة تطوير من حيث الموقع وأماكن الإقامة والمطاعم وغرف العلاج التى لابد أن تكون تحت إشراف طبي.

زيارات متكررة قام بها المسئولون فى وزارة السياحة لمواقع للبئر، وضمت الزيارات: أطباء وإخصائيين من مختلف الجنسيات من أجل العمل على وضع محافظة الوادى الجديد على خريطة السياحة الاستشفائية، وهو ما يتمناه أهالى الوادى لتنشيط السياحة بسبب ضعف الوافدين إليها.