فى قضية سفاح التجمع .. أساتذة الطب النفسى يحللون شخصيته

سفاح التجمع
سفاح التجمع

محمود‭ ‬صالح

عشرات التحليلات النفسية أوضحت الجوانب الشخصية لـ»سفاح التجمع»، كيف يرتكب جرائمه، طرقه وحيله في استقطاب ضحاياه، وكيف كان يتلذذ بتعذيبهن قبل قتلهن، وما الدوافع التي جعلته يرتكب هذا الكم من الجرائم، ناهيك عن سلوكه العدواني، والذي اتضح جليًا في طرق ارتكابه لجرائمه، لكن يبقى السؤال الذي نحتاج إلى إجابة فعلية ودقيقة عليه، هل الجوانب النفسية المعتلة لصاحبها تُعد مرضًا واضحًا تعفيه من المسؤولية الجنائية أم أنها مجرد اضطراب فسيولوجي يستحق صاحبه العقاب؟. إجابة هذا السؤال وأكثر في هذا التقرير.

محاور عديدة في قضية «سفاح التجمع»، شخص لديه جانب ملحوظ من المال، من أسرة متوسطة، مزدوج الجنسية، كان متزوجًا وانفصل عن زوجته منذ فترة.

وبالرغم من هذا كله، فهو «قاتل متسلسل»، يختار ضحاياه من فتيات الليل، يطلب مواعدتهن، ويأخذهن إلى شقته، ويمارس معهن الرذيلة، ثم يجبرهن على تعاطي المخدرات، وبعد أن يغبن عن الوعي يخنقهن ويقتلهن ويتفنن في تعذيبهن، ثم بعد ذلك يُلقي جثامينهن في مناطق مختلفة على الطرق الصحراوية السريعة، ثم يعود مرة أخرى ويحاول استقطاب ضحية جديدة ليكرر معها نفس الجريمة.

وبالتالي، شخصية سفاح التجمع، من الشخصيات التي حملت الكثير من علامات الاستفهام، من الشخصيات الغامضة التي تحتاج إلى عشرات التفسيرات لفهم أبعادها وطرق تفكيرها، وكيف يمكن لشخص أن يرتكب هذا الكم من الجرائم بطريقة واحدة، المختلف فيها فقط هو الضحية، وهو على هذه الحالة، ثابت مستقر هادئ، يظهر بمظهر الشخص الطبيعي، والذي قد نجده في أي مكان حولنا ونتعامل معه بوداعة، وهو في الحقيقة، قاتل متسلسل، يعشق سفك الدماء.

ليس قاتلا عشوائيًا

“السفاح حسب التفسير البسيط للمعنى؛ هو الشخص الذي يُكثر من سفك الدماء ويُكثر من القتل أو الإيذاء المسيل للدماء، ودائما ما يُطلق لقب السفاح على الشخص الذي قتل ثلاثة فيما فوق، في حوادث منفصلة وبطريقة تبدو واحدة، وأيضًا يُطلق عليه القاتل المتسلسل».

هذا التعريف أوضحه الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، لـ»أخبار الحوادث»، تعليقًا على شخصية «سفاح التجمع»، الذي قتل حتى الآن ٤ فتيات، وفقًا لآخر التحقيقات، بطريقة بشعة، والعامل المشترك أن ضحاياه فتيات ليل.

يوضح د.هندي جوانب شخصية «سفاح التجمع» قائلا: «دعني أقول لك في بداية الأمر أن السفاح ليس قاتلا بالمعنى المفهوم، هو أخطر من فكرة القتل في حد ذاتها، فـ «سيكولوجية السفاح» تختلف تماما عن قتلة آخرين، السفاح ليس قاتلًا عشوائيا، وإنما فكرة القتل لديه فكرة مخططة ومدروسة بعناية بالغة، ويعتبرها هواية ومتعة، وهو ما يفسر تكرار جرائمه بطريقة واحدة».

وأضاف: «السفاح ينتقى ضحاياه بعناية، ويرتكب جرائمه بناءً على اعتبارات نفسية وجنسية، وفي تلك الواقعة تحديدًا، نجد أن «سفاح التجمع» بالمعنى الدارج هو «زير نساء»، لأن ضحاياه ساقطات وبائعات هوى، اللاتي يشبعن تلك الغريزة لديه، وما أن يقضي السفاح معها وطرًا، يرتكب جريمته على النحو الذي معه يحقق له المتعة الكاملة».

واستكمل: «شخصية السفاح هذه المرة تجمع بين ثلاثة أنماط للشخصية، وهما «الشخصية العدوانية والشخصية السادية والشخصية السيكوباتية»، وهو ما يفسر تلك الطريقة البشعة التي يرتكب بها جرائمه».

وأوضح: «السفاح - بطبيعة الحال - شخص عدواني، لا يملك مرونة ذهنية، وليس لديه بدائل وأطروحات، ودائما يلجأ للعنف كوسيلة لحل مشكلاته، والشخص العدواني الذي يعتاد ممارسة العنف في جرائمه، في أغلب الأحيان تكون ناتجة عن تجارب شخصية، أوصلته إلى درجة عالية من الإحباط النفسي، وحالة من حالات التأزم النفسي، وكي يفرغ كل هذه الاضطرابات يرتكب مثل هذه السلوكيات».

واختتم: «في الطب النفسي هناك ما يعرف بـ»رباعيات الظلام للشخصية»، وهما «السادية والنرجسية والاضطراب العقلي تحت السريري والميكافيلية»، وبالتالي الشخصية السادية هي أولى وأهم أضلاع رباعيات الظلام للشخصية».

المخدرات

في حديثه لـ»أخبار الحوادث»، يقول ، استشاري الطب النفسي: «شخصية سفاح التجمع لديها كراهية للسيدات، ومن الواضح أن السبب في هذه الكراهية الخيانة، ولهذا كان يستدرج الفتيات الساقطات، ويتلذذ بتعذيبهن ثم ينتقم منهن عن طريق قتلهن، وكان يقوم بإجبارهن على تعاطي المخدرات معه، وهذا يوضح كم الصراع الداخلي التي يتواجد بداخله.

وعن فكرة إجبار ضحاياه على تعاطي المخدرات، أوضح د. «فرويز»، أن المخدرات المستحدثة يتواجد بها نسبة من الكيتامين التي يؤثر على الدماغ، ويرفع المزاج، مما يؤدي إلى حدوث تضليل للمخ، وبالتالي أصبح المخ لا يعمل، هذه الأشياء ساعدت المتهم على القتل بدم بارد، ومن المحتمل أن «سفاح التجمع» أدمن المخدرات في فترة زواجه، وحدثت مشكلة مع زوجته، أو لديه أفكار ضلالية تجاه السيدات بأنهن خائنات.

واختتم: الشخصية السادية لا تعفي صاحبها من العقوبة، لأنها في الأساس تعد اضطرابًا وليس مرضًا بالمعنى المفهوم، وفي حالة «سفاح الجيزة» فهو شخص سادي، وهذا اضطراب ناتج عن سلوكيات معيشية خاطئة، وأفكار مغلوطة، ومفاهيم خاطئة، قادته إلى ارتكاب هذه الجرائم بوعي منه وتخطيط، ولو لم يكن في كامل قواه العقلية لما ارتكب هذه الجرائم بهذا الشكل».

اقرأ أيضا : إحداهن طالبة جامعية.. من هن ضحايا «سفاح التجمع»؟

;